د.علي الطويل ||
بعد محاولات عديدة وسعي حثيث من قبل اعداء الشعبين لمحاولة تسميم العلاقات بين الطرفين وبادوات مختلفة ، منها داخلية ومنها خارجية ، عادت العلاقات الايرانية العراقية تتصدر المشهد السياسي في المنطقة وبقوة ، فقد جاءت زيارة السيد ابراهيم رئيسي رئيس القوة القضائية في ايران الى بغداد لتحمل معها فصلا جديدا من العلاقات التي ستكون قائمة على اساس الاخوة ومستندة على دعامات القانون التي جاء رئيسي ليثبتها في مابين البلدين عبر التوقيع على عدة مذاكرات ذات طابع قانوني وقضائي ، وتاتي الزيارة ردا على الزيارة التي قام بها رئيس مجلس القضاء العراقي الى طهران قبل فترة من الان ، كما انها تعبر عن الاهتمام الكبير للقيادات العليا في الجمهورية الاسلامية لقيمة واهمية هذه العلاقة للشعبين الشقيقين والجارين المتحالفين .ولعل هذه الزيارة فيها من الدلالات الكثير ، وخاصة في مسالة التوقيت منها :
1.ان توقيت الزيارة بعد فترة ليست بعيدة من مغادرة ترمب للبيت الابيض يشير الى ان ادارة الرئيس السابق كانت سببا في كثير من المشكلات بين البلدين وكانت عاملا كبيرا في السعي لايجاد فجوة واسعة بين البلدين الشقيقين عبر محاولات مستميته بائت بالفشل .
2. كما تاتي زيارة رئيسي وهو من اعلى المقامات السياسية في الجمهورية الاسلامية ، والمقرب جدا من قائد الثورة الاسلامية ،واحدى مهام الزيارة هو متابعة الاجرءات القضائية ومراحل التحقيق في الجريمة الكبرى التي ارتكبتها الولايات المتحدة في اغتيال الشهداء القادة في مطار بغداد العام الماضي، مما يؤكد ان الجمهورية الاسلامية لم تنس هذه الجريمة وستلاحق المجرمين اينما كانوا بحسب تصريحات السيد رئيسي وبقية القادة الايرانيين وفي مناسبات شتى .
3. زيارة رئيس القوة القضائية جاء بعد القرار الشجاع للقضاء العراقي في قرار القاء القبض على ترمب باعتباره راس الجريمة ومن امر بها ، فالزيارة بهذا المستوى انما تؤكد على التقدير العالي لموقف القضاء العراقي الحازم والنزيه.
4.ان ابراهيم رئيسي المرشح القوي لرئاسة الجمهورية الاسلامية ، وانتمائة الى جبهة المحافظين بناة نظام الجمهورية الاسلامية ، واليد الصلبة في مكافحة الفساد ، والرجل ذو الشعبية الواسعة عندما يزور العراق وفي هذا التوقيت بالذات مع احتمالية الترتيبات الامريكية والغربية للمنطقة ، انما يؤكد موقف الجمهورية الاسلامية الراسخ بالوقوف مع العراق ، وعدم التخلي عنه، و كما فعلت ذلك سابقا وباحلك الظروف ، وهو مايعني ان في الزيارة رسائل واشارات للاخرين بان العراق في المرتبة الاولى في الاهتمامات الايرانية ، ومحاولة تغيير خارطته السياسية ، سواء عبر الضغوط او عبر التلاعب بنتائج الانتخابات بحجة الاشراف الاممي ، انما يدعو ذلك الجمهورية الاسلامية الى الوقوف بقوة انحيازا الى خيارات الشعب العراقي وضد محاولات التلاعب بهذه الخيارات .
ان الاستقبال الشعبي والرسمي الذي حضي به الضيف العراقي ، يؤكد عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين ، فقد عبر التجمع الجماهيري في الكاظميية والهتافات التي رددها الجمهور كذلك عن المشاعر الصادقة والحب الذي يحمله العراقيون للقيادة والشعب الايراني بعد ان سعى اعداء الشعبين و بشتى السبل النيل من هذه العلاقة وايجاد شرخ عميق بين الشعبين ، ولكن في كل مرة تكشف لنا الظروف خيبة تلك المساعي.
https://telegram.me/buratha