المقالات

التعافي السريع..الفرصة لم تفت بعد..!

1019 2021-02-09

 

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

ثمة مفهوم بدأ يأخذ مداه الاستثنائي؛ في الفكر السياسي العالمي، ويمثل أحد أهم مؤشرات اهتمام حركة التنظير الجديدة، في حقول العلوم السياسية، وأعني به مفهوم "التعافي السريع".

يتميز هذا المفهوم بأنه يطرح إجابات؛ للتساؤلات الأكثر إثارة للجدل، حول كيفية تجاوز الدول لحالات عدم الاستقرار السياسي والأمني، ومواجهة تداعيات الكوارث الطبيعية والأزمات غير المتوقعة، في خضم بيئة من التعقيدات المركبة، وعدم اليقين، وتدني قدرة الدول على توقع التحولات الراهنة..

ينطبق هذا المفهوم على دول ومجتمعات؛ مرت بأحداث سياسية ومجتمعة وأقتصادية كبرى، وعانت من كوارث طبيعية مدمرة، ولكنها تعافت منها بسرعة، بل ان بعض الشعوب  أستثمرتها؛ في تحقيق قفزات كبرى في ميادين، خيل للمراقبين أنها لن تحقق فيها تعافيا الى الأبد.

الخطوة الأولى على طريق "التعافي السريع"؛ هي أنه يتعين على قيادات البلدان التي تتعرض الى الأزمات، أن تعترف بأن بلادهم تواجه أزمة..هذه هي الخطوة الأولى، ولكنها خطوة صعبة، لا سيما في بداية الأزمات، التي لا تقع فجأة بل تندلع نتيجة تفاقم ظروف موضوعية تعايش معها شعبهم، لكن التعايش معها حولها الى أن تكون مألوفة؛ وجزء من حياة الشعب!

في ظل الأزمات التي تتصف بالغموض والالتباس، تأتي الاستجابات الناجحة في صورة إجراءات منظمة، تم توقع أطرها العامة، وجرى التفكير بها والإعداد لها سلفا، ، دون الاكتفاء ببعض التحركات المؤقتة، بالإضافة إلى بعض التعديلات؛ التي يمكن الإبقاء عليها بعد تخطي الأزمة، نظراً للفوائد المرجوة منها.

المشكلة التي تواجهها "الشعوب المرتبكة"، هي أنها لا تستطع أن تنتج "قيادات" يعول عليها في مواجهة الأزمات، وكل ما تنجبه هو "أشباه قيادات"..وإذا أردنا ان نكون أكثر إنصافا، سنسميهم "مشاريع قيادات"..!

خلال الأزمات يجب على الشعوب؛ التخلي عن اعتقاد مخطوء؛ بأن الاستجابة الصادرة من قمة هرم السلطة؛ وصولاً إلى قاعدته ستولد الاستقرار، لأن السلطة لا تعني القيادة، بل هي لا تعدو ان تكون إدارة، ولأنه في الأزمات المغلفة بالشك، ستكون المواجهة مع مشاكل ليست مألوفة أو مفهومة بدقة..

الشعوب الحية لا تنتج قادة كُثُر، لأن إنتاج القادة أولا؛ يمثل عملية ذات بعد تأريخي أصيل متجذر في تلك الشعوب، وثانيا أن إنتاج القادة مخاض صعب ومعقد، لا يحصل إلا بأوقات متباعدة لصعوبة تحقق إشتراطاته الموضوعية، ولكن في حالة كحالة شعبنا، الذي يعد في طليعة الشعوب المرتبكة، كانت عملية إنتاج القادة تجري على قدم وساق!

هكذا بتنا شعبا من القادة، فكل عراقي يعتقد أنه قائد بالولادة، ويتصرف على هذا الأساس دائما، ولذلك فإن في داخل أي منا قائد ، نُخرجه الى حيز الوجود متى ما احتجنا اليه، ولذلك فإن معظمنا لا يتقبل فكرة؛ أن يكون منصاعا لقائد أو تبعا له!

حتى الأحزاب التي تقودها اسماء لامعة، هي ليست أحزابا بالمعنى الصحيح للأحزاب، فهي لا تغدو ان عن أن تكون أرثا عائليا، أو مجموعات تمجيدية لمن بيده الجاه والثروة والقوة.

هذا التفكير يفسر لنا على سبيل المثال، تعدد مراكز القرار في أحزابنا العريقة، ويفسر ايضا كثرة الإنشطارت الحزبية، ويعطينا تعليلا موضوعيا، لوجود حوالي 400 حزب وكيان سياسي؛ اجازتها مفوضية الأنتخابات..

في معركتنا مع داعش،  وخلافا لإرادة الزمن الرديء، خرج العراقيون من دائرة الإرتباك، ودخلوا في دائرة التنظيم، بعدما توفرت لهم قيادة إستثنائية في الزمن الإستثنائي، وكانت قيادة مكتوبة في كتاب ذو عنوانين..قيادة عقائدية تمثلت بمرجعية دينية، شخصت الخلل ووضعت العلاج المناسب، وقيادة ميدانية كان الشايب "رض" عنوانها الكبير..فأنتصرنا..

كلام قبل السلام: لا نغتنم الفص بل نصنعها..!

سلام

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك