المقالات

8 شباط 1963 أشد الأيام سوادا في تاريخ العراق

1444 2021-02-08

 

مهدي المولى ||

 

·        8شباط 1963 من أشد أيام السود سوادا في تاريخ العراق

 

 المعروف ان  العراقيين  مروا   بأيام  مظلمة سوداء في تاريخهم   كثيرة وعديدة  لكن يوم 8 شباط 1963 كان أشد هذه الأيام  ظلاما وسوادا ووحشية ودموية حيث تعاونت وتحالفت كل قوى الظلام والوحشية في الأرض  وتوحدت وأعلنت الحرب على العراق  لوقف مسيرته الإنسانية الحضارية لذبح الروح العراقية الإنسانية الحضارية الجديدة التي ولدت في نفوس العراقيين   روح الحب والتضحية ونكران الذات  حيث توحدت تلك الأرواح المختلفة   من مختلف الأطياف والأعراق والألوان بروح عراقية إنسانية حضارية  هي الروح العراقية التي بدأت في بناء  الحياة الحرة والإنسان الحر وتأسس عراق واحد موحد ووحدة عراقية صادقة.

لا شك ان ذلك يشكل خطرا  على أعداء  الحياة والإنسان  لهذا شكلت  حلفا  بدأت  بقومجية  الأعراب  بدو الصحراء وقومجية الأكراد بدو الجبل بحلف شيطاني رغم تناقضاتهما  رغم بغضهما وكراهية بعضهم للبعض لكنهم توحدوا  وقرروا إعلان الحرب على العراق والعراقيين بدأت بمظاهرات طائفية حقيرة في بغداد وبتمرد مسلح في شمال العراق  وبمساعدة ومناصرة القوى المعادية المحيطة بالعراق وسادت هذه الدول ( بريطانيا وأمريكا وإسرائيل)  وفرعون مصر  جمال عبد الناصر  والقذر حسين  وتركيا  والعوائل الفاسدة المحتلة للخليج والجزيرة وفي المقدمة آل سعود  وآل صباح ومن ثم  الهجوم العسكري الوحشي الطائفي العنصري في فجر 8 شباط  وتمكنوا  من احتلال العراق وقتل الروح العراقية  الإنسانية التي ولدت فيه بعد ثورة 14 تموز  بقيادة الزعيم عبد  الكريم قاسم  التي نورت عقولنا  وحررتها وطهرتها من الضعف  والذل والظلام والخوف وكل أدران الرذيلة وخاصة نحن أبناء  بيوت الطين التي تحيط ببغداد من كل الجهات حيث كنا نشكل عبئا على أهل القصور وحتى عارا  لهذا كانوا يعيشون في حالة خوف ورعب من صرخة المظلوم المسروق      لا يدرون  إنهم وراء ذلك  كما قال الأمام علي ( ما جاع فقير إلا بتخمة غني ) لعن الله الجهل ودعاة الجهل الذين  عجزوا عن فهم الإمام علي الفهم الصحيح  فجعلونا نفهمه  ونعرفه  من غيرهم  لهذا قرروا  فتح باب جهنم على العراق حيث زرعوا بذور الفتن والصراعات الطائفية والعنصرية والعشائرية   وسقوها ورعوها بعدما حاول العراقيون الأحرار  دفنها والقضاء عليها  خلال مسيرة ثورة 14 تموز الخالدة التي بدأت في 14 تموز 1958 وانتهت يوم 8شباط  1963.

والغريب كلما حاول العراقيون الأحرار   إغلاق باب جنهم كلما  توحدت نفس الأطراف  وأعلنت الحرب على العراق والعراقيين ومنعت العراقيين من إغلاقه.

المثير للاستغراب والدهشة ان هذه الأطراف اعتبرت يوم 8 شباط   الأسود  يوم عيد واحتفل كل طرف  بهذا العيد  بطريقته الخاصة  مثلا   القذر حسين هنأ رئيس وزراء إسرائيل وقال له   اليوم أخذت ثأري من العراقيين   اما الطاغية جمال عبد الناصر  من شدة فرحه فتح  باب مصر للصهاينة وقال لهم أدخلوها بسلام آمنين   اما آل سعود فصلوا صلاة الشكر لسادتهم في لندن وواشنطن  للنصر على الشيعة الفرس المجوس  أما أل صباح فمنحوا  مرتزقتهم  عطلة رسمية لمدة شهر ومنحوا قادة الانقلاب الدموي  50 مليون دينار  لتضحياتهم في ذبح العراقيين وتدمير العراق   كما  أرسل زعيم بدو الجبل    برقية تهنئة بمناسبة نجاح  الانقلاب الدموي معبرا عن فرحته بالقضاء على جلاد العراقيين عبد الكريم هكذا سماه  هذا المتخلف في برقيته التي أرسلها لهم  وان دم بدو الجبل  شاركت مع دم  بدو الصحراء في القضاء على ثورة 14 تموز  وكل من أيدها.

الغريب كل المجموعات  التي وقفت مع بدو الصحراء قومجية الأعراب  ضد الشعب العراقي وزعيمهم وثورته  سواء بعض الذين ينتسبون الى الشيعة او على  القومجية الكردية في شمال العراق او آل  العائلة الحاكمة في الكويت وكل الذين أيدوا الطغمة العسكرية في انقلابهم الدموي  في 8شباط  كانوا أول ضحايا فما حل بالشيعة وما حل بأبناء العراق في شمال العراق وما حل بآل صباح وشعب الكويت وما حل بالقادة العسكريين والمدنين  من عبد الكريم نصرت وحردان التكريتي  والكثير منهم  لم يكسبوا على أي شي سوى العار لهم ولأبنائهم في الدنيا  على يد قادة الانقلاب وعذاب ربك في الآخرة  وهكذا خسروا الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران  العظيم.

وهكذا ذهب العبيد الأراذل  الى مزبلة التاريخ ولم يذكرهم أحد  وإذا ذكرهم أحد  يذكرهم باللعنات  التي يصبها عليهم صبا او يحاول ان لا يذكرهم  لأنهم جيفة قذرة ورائحة نتنة يخشى على نفسه من ذكرهم.

في حين بقي  عبد الكريم قاسم وثورته ومن معه حيا في قلوب  الأحرار وحبه يتوارث من جيل الى جيل.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك