مهدي المولى ||
· 8شباط 1963 من أشد أيام السود سوادا في تاريخ العراق
المعروف ان العراقيين مروا بأيام مظلمة سوداء في تاريخهم كثيرة وعديدة لكن يوم 8 شباط 1963 كان أشد هذه الأيام ظلاما وسوادا ووحشية ودموية حيث تعاونت وتحالفت كل قوى الظلام والوحشية في الأرض وتوحدت وأعلنت الحرب على العراق لوقف مسيرته الإنسانية الحضارية لذبح الروح العراقية الإنسانية الحضارية الجديدة التي ولدت في نفوس العراقيين روح الحب والتضحية ونكران الذات حيث توحدت تلك الأرواح المختلفة من مختلف الأطياف والأعراق والألوان بروح عراقية إنسانية حضارية هي الروح العراقية التي بدأت في بناء الحياة الحرة والإنسان الحر وتأسس عراق واحد موحد ووحدة عراقية صادقة.
لا شك ان ذلك يشكل خطرا على أعداء الحياة والإنسان لهذا شكلت حلفا بدأت بقومجية الأعراب بدو الصحراء وقومجية الأكراد بدو الجبل بحلف شيطاني رغم تناقضاتهما رغم بغضهما وكراهية بعضهم للبعض لكنهم توحدوا وقرروا إعلان الحرب على العراق والعراقيين بدأت بمظاهرات طائفية حقيرة في بغداد وبتمرد مسلح في شمال العراق وبمساعدة ومناصرة القوى المعادية المحيطة بالعراق وسادت هذه الدول ( بريطانيا وأمريكا وإسرائيل) وفرعون مصر جمال عبد الناصر والقذر حسين وتركيا والعوائل الفاسدة المحتلة للخليج والجزيرة وفي المقدمة آل سعود وآل صباح ومن ثم الهجوم العسكري الوحشي الطائفي العنصري في فجر 8 شباط وتمكنوا من احتلال العراق وقتل الروح العراقية الإنسانية التي ولدت فيه بعد ثورة 14 تموز بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم التي نورت عقولنا وحررتها وطهرتها من الضعف والذل والظلام والخوف وكل أدران الرذيلة وخاصة نحن أبناء بيوت الطين التي تحيط ببغداد من كل الجهات حيث كنا نشكل عبئا على أهل القصور وحتى عارا لهذا كانوا يعيشون في حالة خوف ورعب من صرخة المظلوم المسروق لا يدرون إنهم وراء ذلك كما قال الأمام علي ( ما جاع فقير إلا بتخمة غني ) لعن الله الجهل ودعاة الجهل الذين عجزوا عن فهم الإمام علي الفهم الصحيح فجعلونا نفهمه ونعرفه من غيرهم لهذا قرروا فتح باب جهنم على العراق حيث زرعوا بذور الفتن والصراعات الطائفية والعنصرية والعشائرية وسقوها ورعوها بعدما حاول العراقيون الأحرار دفنها والقضاء عليها خلال مسيرة ثورة 14 تموز الخالدة التي بدأت في 14 تموز 1958 وانتهت يوم 8شباط 1963.
والغريب كلما حاول العراقيون الأحرار إغلاق باب جنهم كلما توحدت نفس الأطراف وأعلنت الحرب على العراق والعراقيين ومنعت العراقيين من إغلاقه.
المثير للاستغراب والدهشة ان هذه الأطراف اعتبرت يوم 8 شباط الأسود يوم عيد واحتفل كل طرف بهذا العيد بطريقته الخاصة مثلا القذر حسين هنأ رئيس وزراء إسرائيل وقال له اليوم أخذت ثأري من العراقيين اما الطاغية جمال عبد الناصر من شدة فرحه فتح باب مصر للصهاينة وقال لهم أدخلوها بسلام آمنين اما آل سعود فصلوا صلاة الشكر لسادتهم في لندن وواشنطن للنصر على الشيعة الفرس المجوس أما أل صباح فمنحوا مرتزقتهم عطلة رسمية لمدة شهر ومنحوا قادة الانقلاب الدموي 50 مليون دينار لتضحياتهم في ذبح العراقيين وتدمير العراق كما أرسل زعيم بدو الجبل برقية تهنئة بمناسبة نجاح الانقلاب الدموي معبرا عن فرحته بالقضاء على جلاد العراقيين عبد الكريم هكذا سماه هذا المتخلف في برقيته التي أرسلها لهم وان دم بدو الجبل شاركت مع دم بدو الصحراء في القضاء على ثورة 14 تموز وكل من أيدها.
الغريب كل المجموعات التي وقفت مع بدو الصحراء قومجية الأعراب ضد الشعب العراقي وزعيمهم وثورته سواء بعض الذين ينتسبون الى الشيعة او على القومجية الكردية في شمال العراق او آل العائلة الحاكمة في الكويت وكل الذين أيدوا الطغمة العسكرية في انقلابهم الدموي في 8شباط كانوا أول ضحايا فما حل بالشيعة وما حل بأبناء العراق في شمال العراق وما حل بآل صباح وشعب الكويت وما حل بالقادة العسكريين والمدنين من عبد الكريم نصرت وحردان التكريتي والكثير منهم لم يكسبوا على أي شي سوى العار لهم ولأبنائهم في الدنيا على يد قادة الانقلاب وعذاب ربك في الآخرة وهكذا خسروا الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران العظيم.
وهكذا ذهب العبيد الأراذل الى مزبلة التاريخ ولم يذكرهم أحد وإذا ذكرهم أحد يذكرهم باللعنات التي يصبها عليهم صبا او يحاول ان لا يذكرهم لأنهم جيفة قذرة ورائحة نتنة يخشى على نفسه من ذكرهم.
في حين بقي عبد الكريم قاسم وثورته ومن معه حيا في قلوب الأحرار وحبه يتوارث من جيل الى جيل.
https://telegram.me/buratha