المقالات

تعويضات الحروب بين العراق واليمن

1418 2021-02-07

 

عدنان جواد||

 

ان ما يثير الشجون والاحزان ولآلام في العالم، ان القانون الدولي يحابي القاتل القوي ويترك الضعيف فريسة سهلة ولا يحرك ساكناً، فالعراق يدفع التعويضات نتيجة لغزو نظامه الدكتاتوري لدولة جارة بدون موافقة الشعب العراقي وارادته، واليمن الذي تم احتلاله وتدميره وتجويع شعبه ولكن المعتدي لا يدفع التعويضات!!، هذه التناقضات في العالم جعلت الكثير من الدول تفقد الثقة بالمنظمات الدولية التي تدعي انها تدافع عن حقوق الانسان وانصاف المظلوم ومعاقبة الظالم.

فالجميع يعلم ان العراق لازال يدفع التعويضات للكويت نتيجة غزوها من قبل صدام حسين، وان الغزو تم بخدعة وكذبة امريكية، تم تطبيقها من قبل دول الخليج التي تأخذ اوامرها من امريكا واسرائيل، والادعاء بان العراق يملك اسلحة للدمار الشامل، فتم تدمير بنيته التحتية وقتل ابناء شعبة ، مرة بالحرب المباشرة واخرى بالحصار الذي استمر 13 سنة، قتل اكثر من مليون انسان، واستخدام الاسلحة المحرمة دولياً ، فانتشرت الامراض السرطانية، ولا احد من قادة العراق وحكوماته المتعاقبة، وعند الحوار مع الولايات المتحدة الامريكية، المطالبة بالتعويضات التي تبلغ التريليونات من الدولارات، فأمريكا هي سبب دمار العراق وفقدان ابنائه وتحويله الى دولة فاشلة تسودها الفوضى، لكن هل طالب المحاور العراقي المحاور الامريكي بذلك، والجواب لا لانهم ليس لهم هم سوى انفسهم وسلطتهم ومزاياهم، وفيها اهانة ونكران لحقوق الشهداء والمعاقين واصحاب الامراض المستعصية.

في حين ان العراق يدفع للكويت وحسب كلام الامين العام للأمم المتحدة في تقريره النصف السنوي في عام 2019، ان العراق سدد 48,3 مليار دولار وحسب القرار رقم 1483 بعد غزو الكويت 1990، 5% من مبيعات النفط ومنتجاته والغاز في صندوق تم انشاؤه لهذا الغرض، صندوق الامم المتحدة للتعويضات، والكويت اليوم تعطي الهدايا للسياسيين من باب(من لحم ثورة واطعمه)، من غير التعويضات للشركات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية، وجميع المتضررين نتيجة احتلال الكويت، وان غوتيرش يشعر بالارتياح من التزام حكومات العراق المستمر بتسديد التعويضات.

بينما تقارير الامم المتحدة بشان دول اخرى تتسم بالخجولة والتي تبتعد عن الادانة للدول المعتدية، وهذه الولايات المتحدة تتحرك لقتل صحافي سعودي انتقد النظام السعودي فتم قتله ، ولم يحركها ادعاؤها الدفاع عن حقوق الانسان ما يحدث من ابادة للجنس البشري في اليمن، فتقارير الامم المتحدة في الشأن اليمني لا تتعدى الكلام غير الملزم، فعدد القتلى بلغ 233 الف شخص قتلوا جراء الحرب في اليمن وغزو السعودية واحتلالها لليمن، واستهدافها للمدنيين من النساء والاطفال، وبعد 6 سنوات من الحرب، لم يدين مجلس الامن والامم المتحدة وامينها العام ، غير التصريح بان اليمن مقبل على اسوأ مجاعة شهدها العالم منذ عقود، والدول الكبرى التي فرضت على العراق الحصار، واجبرته على دفع التعويضات، صدرت للسعودية اسلحة مدمرة استخدمت في اليمن، تقدر ب(17) مليار دولار اثناء حربها على اليمن، البعض من الدول تجدد لديها الامل بعد تولي بايدن الرئاسة في واشنطن، لكن السياسة الامريكية واحدة، فلا بد للشعوب وقادة الدول الاعتماد على نفسها في تقرير مصيرها، فالهرولة خلف السراب لا يجني غير الخراب، فهاهي الدول المطبعة مع اسرائيل رمت ما عندها وركضت بسرعة من دون الالتفات للخلف ولم تحصل على شيء، مع الاسف النظام الدولي تقوده الولايات المتحدة الامريكية، ومن معها فهو امن ومن يقف ضدها فهو عدوها، ولأجل سيادة العدل بان العقوبة تشمل جميع المجرمين والابتعاد عن النظر بعين واحدة واحادية المعايير، فالعراق يدفع التعويضات رغم ان النظام فيه كان غير منتخب ونفذ حربه  بخلاف ارادة الشعب، وامريكا واسرائيل السعودية تقتل وتذبح وتفجر ولا احد يطلب منها التعويض!.

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك