عبد الحسين الظالمي ||
١ رجب يوم جعل العراق على مفترق الطرق بعد ان ارخ لشهادة السيد محمد باقر الحكيم ..... شهيد المحراب الذي قتله منهجه واخلاصه وحبه للعراق ....
لاريد ان استعرض نسب الشهيد ولا سفر جهاده الطويل بنفسه وبعائلته ولا اريد ان اخوض في تاريخ مقارعته الطويلة للنظام ليس تقليلا لهذا الدور ولكن اكثر الذين يكتبون يستعرضون ذلك وانا اريد ان اركز على سبب استهدافه المبكر . وهنا لابد من تمهيد بسيط...
الذي يعرف السياسية الامريكية يعرف انها سياسة مصالح تعتمد على الهيمنة وعندما تقدم على اي عمل تضع في حسابتها مصالحها وامنها القومي فعندما تدخلت عام ٩٠ ١٩انما تدخلت على قدر ضمان مصلحة حلفاء لها
تهديدهم يعتبر تهديد لها لذلك اوقفت التدخل حينما شعرت ان مايجري من احداث في العراق سوف لم يكن في صالحها ولذلك اطلقت يد النظام بقمع الانتفاضة المباركة والتي نعيش ذكراها في الشهر القادم .
منذ ذلك التاريخ بدءت امريكا تخطط لما يضمن لها مصالحها في عملية محتملة يمكن ان تستهدف النظام والذي اصبحت متيقنه انه سوف لم يستمر طويلا لذلك خططت لنظام بديل وفق نموذج ينسجم مع تفكيرها ويضمن مصالحها على نمط النظام الباكستاني او التركي
وعندما حانت فرصة وذريعة التدخل جاءت بجيوشها وحلفائها لتنفيذ ما خططت له وهي تعتقد ان العراقين سوف يزرعون الطرق ورود لما عانوه من بطش النظام وقد تكون مصيبه في في جزء من تصورها حول قبول الشعب بوجودها لتكون سبب في عملية التغير ولكنها مخطئه في النصف الثاني في تصورها الذي يتمحور حول انها ستكون قادره على تطبيق برنامجها لما بعد التغير .
حدث التغير وعاد شهيد المحراب بعد شهرين من التغير رغم تحذير البعض له انه سوف لم يكن في مامن وقد ودع من احبهم وداع مودع
لارجعة له وبمجرد ان عاد بدء يرسم خارطة طريق بعد ان خطى اول خطوة وهي ان وضع نفسه تحت امر المرجعية الرشيدة وقد اطلعها على التفاصيل والخطط والنوايا ووضع نفسه جندي تحت امرتها رغم انه يعد مرجع وقد منحته المرجعيه ثقتها .
مضى شهيد المحراب يوضح بوسائل مختلفة منها خطب الجمعة في مرقد امير المومنين واجتماعته المكثفة مع مختلف شرائح وطبقات الشعب وطوائفه السياسية والاجتماعيه والعشائريه وقد لاحظ الامريكان مدى تاثيره الاجتماعي والسياسي في عموم العراق بكل طوائفه وطبقاته مما جعل منه رمزا وقطبا سياسيا مهما تدور حول محوره العملية السياسية برمتها ومع اول احتكاك وجس النبض مع تجربة الحاكم المدني ابرايمر وتشكيل مجلس الحكم الذي كان يظن الامريكان انهم جميعا تحت امرتهم ومع بدء مناقشة كتابة دستور عراقي جديد والتي ذهبت امريكا نحو تشكيل لجنة خبراء تمرر عليهم دستور جاهز ومعد مسبقا يرسم صورة تشكيل حكومة وفق ماتريد امريكا وهنا جاء الرد من السيد الشهيد الذي ناقش ذلك مع المرجعية وخرج بتوصية تفوق امريكا في ديمقراطيتها طرحها من خلال ممثله في مجلس الحكم المرحوم السيد عبد العزيز الحكيم وهي انهم يرفضون تشكيل لجنه بل يطالبون امريكا بما تدعي والمطلب هو ان ينتخب الشعب ممثلين له هم من يشكلون لجنه لكتابة الدستور ، وبعدها الشعب يستفتى على نموذج الدستور وهنا بدءت امريكا تشعر ان السيد الحكيم اصبح وجوده يشكل عقبه في الطريق من خلال اطروحته التى ذكرها في احد خطب الجمعة حول كتابة الدستور ونحج في
اقرار ذلك في مجلس الحكم وتقرر انتخاب جمعيه وطنيه هي التي تتولى تشكيل لجنه لكتابة دستور بارادة عراقية سميت فيما بعد ( لجنة ال ٥٥ لكتابة الدستور العراقي تراسها الدكتور همام حمودي) ومع رمزية ومحورية السيد الحكيم وكونه اصبح القطب الذي تدور حوله العملية السياسية واصبح مسارها يرسم في النجف الاشرف شعر المحتل والاعداء والخصوم داخليا واقليميا ان زمام المبادرة سوف لم يكون بيد المحتل لذلك تقرر وضع خطه تتمحور بخطوتين الاولى تصفية القطب والمحور
والرمز( شهيد المحراب ) ، والخطوة الاخرى هي العمل على حرف العملية السياسية عن مسارها وفق نظرية الضد النوعي وتشويهها بشكل الذي يجعل الشعب الذي ايدها وهتف لها سوف يندم على ذلك في نقطة زمنيه معينه .
وقد اعدت خطط وسياسات اعلامية وسياسية وزرع مواد وفقرات ملغومة في الدستور وتحريك عناصر طابورها الخامس والعمل على جعل المتصدين ياكلون الطعم لدمار انفسهم والعملية السياسية ليقولون للعراقين هذا ما جانت به (بغراش على نفسها) وفعلا تم تحريك وتجنيد صنيعتها القاعده بقتل ديمتروا ممثل الامين العام في العراق لابعاد الامم المتحده عن الساحة في اول عملية تفخيخ ومن ثم نفذت خطة استهداف قطب العملية السياسية وعقلها المفكر ورسام خطوطها العريضة مع المخلصين من ابناء الشعب الذي كان ظهيرا صادقا ومحبا لشهيد المحراب ، وفعلا نفذت خطتها في ذلك اليوم الذي كان اثقل يوم عصفت فيه عاصفة هوجاء يوم جمعه بعد الصلاة وزيارة الامام وربما وداعه وكان يروم الذهاب الى قبلة العشق الحسين حبيب قلب الشهيد ومقصوده صائم كعادته في ١ رجب ولكن الارادة الالهية غيرت مكان اللقاء ليكون في السماء
عند مليك مقتدر لرجل لم يبقى للارض منه ولا قطعة لحم من جسده الشريف ليعرج روحا وجسدا الى رب كريم شهيدا مظلوما وبذلك خسر العراق والعالم الاسلامي خساره لم تعوض دفع ويدفع ثمنها الى اليوم دماء زكيه واعراض واموال لم تصان ويبقى متخلفا تتصارع فيه ارادات المصالح
داخليا وخارجيا ولا نعلم كم ستكون الخسارة والى متى سوف تستمر ؟ .
رحمك الله سيدي شهيد المحراب ولعن الله من قتلك ومن ظلمك حيا وشهيدا .
لك ولجميع الشهداء الفاتحه ودمعة حزن حاره تستعر في القلب الى يوم اللقاء ....
https://telegram.me/buratha
