المقالات

الأمن وثقافة حب الوطن/ ج٣ والاخير

951 2021-01-31

  

محمد السعبري||

 

خلال الحرب الباردة بين اميركا والاتحاد السوفيتي السابق وفي نهاية الاربعينيات قامت هذه الدوائر الخبيثة بتأسيس حركات ظاهرها وطنية  وباطنها خفية وتعليها روح الطائفية المقيتة ومن ضمنها حركة الضباط الاحرار

وعند توليها السلطة وبعد اشهر قليلة تمت تصفية احد مخططيها ومنفذها المرحوم رفعت الحاج سري

وهو من اهالي الموصل وسبب خلافه مع عبد الكريم قاسم كان بدفع من الطائفي عبد السلام عارف

وهنا بدأت بوادر الفتنة الطائفية ناهيك عن الحقد القومي الذي انشأه حكم الملك ضد اهلنا لاكراد في شمال العراق

 وبعد مقتل الحاج سري لصقت التهمة بعبد الكريم قاسم لكونه كان متهم بانه شيعي وقتل ضابط مهني سني وقتل الملك قبلها بدوافع طائفية

 والملك لم يكن شيعيا بل كان بريطانيا بامتياز

واحداث ١٩٦٣ والحرس القومي ومشاركة الاحزاب المصنوعة خارجيا ومنها الشيوعية والبعثية والقومية  وووالخ

 فكبرت فجوة التناحر وراح السني مهرولا يبحث عن جناح السنة والشيعي يبحث عن جناح الشيعة

 ووقع الخلاف وتوسع حتى وصل عبد السلام عارف الى دفة الحكم

فراح بطريقة واخرى ليوسع رقعة الحقد الطائفي فألتحم مع الشيخ الخالصي على اساس انه لا يؤمن بالطائفية هنا وقف سماحة المرجع الكبير متصديا لمشروع عارف الطائفي ودحره مما أثار حفيظته وهدد المرجع بأمور غير مناسبة بمكانة المرجع الكبير

وحدث أمرالله وانتهى أمره بسقوط طائرته ووصل اخيه المرحوم عبد الرحمن محمد عارف مع نخبة من الضباط الوطنيين

فراح مسارعا بفتح حوار من الاخوة الاكراد وسحب البلد من حالة التوتر الحزبي وفوضى الاحزاب المتناثرة في البلد

وهذاالامر لا يليق بهذه المؤسسات الخبيثة فراحت وبعجالة بتغييره

ومجيء طغمة متنوعة على اساس الاديان والطوائف منهم مسيحي وسني وشيعي وكردي وووالخ على اساس التنوع الشعبي

وكل هذا عبارة عن برنامج أعد في مدارس عبد الناصر القومي البعيد عن روح العروبة والاسلام وغيره مثل الحسن الثاني والملحد حسين بن طلال منتقما لابن عمه ملك العراق وغيرهم من عربان السعودية وباقي الدول العربية

وقبلها قامت الماسونية بانشاء جامعة الدول العربية ومجموعة عدم الانحياز وغيرها من التجمعات وكلها كانت تنشط وتتفاعل في العراق لكون العراق اصبح ارض خصبة لتفريخ الاحزاب والكيانات السياسية

وهنا بدأ تمزيق الوحدة الوطنية وبدأ الانقسام الجماهيري على اسس الطائفية والعرقية والمذهبية والدينية وبدايات الفوضى وتوسعت رقعة الحقد بين ابناء الوطن الواحد بعدما كانوا صف واحد موحد امام العثمانيين والبريطانيين

 ولم تقتنع بل راحت موعزة لرأس الفتنة المقبور صدام بشن حرب ثمان سنوات وبسبب هذه الحرب توسع الخلاف الطائفي بين ابناء الوطن الواحد

 ولم تكتفي فبعد انتهاء كارثة الحرب مع ايران اوعزت له بدخول الكويت وهنا اعطيت الهوية للمواطن العراقي تارة مقاتل لثمان سنوات دون ان يفهم ما فائدة هذه الحرب وبين هوية غازي وسارق ومغتصب لجارته الكويت وووالخ

هنا بدأ التمزيق الاكبر وما هي الا اشهر حتى اندلعت الانتفاضة الشعبانية وهنا تم التقسيم

اتهم صدام المحسوب على الجناح السني بان الشيعة خونه وتابعين الى ايران والاكراد عملاء للاجنبي ولم يفكر احد ان لجوء الاخوه الاكراد للعالم الدولي هو للحفاظ على انفسهم بعد ما غدروا من الجانب التركي والعراقي المركزي وليس لديهم حل ينقذهم من الابادة الجماعية العربية الا الدول الكبرى

وهذه نتيجة طبيعية لكل من يشعر بانه على شفى حفرة من القتل والانهيار.

وللاسف عندما حصل التغيير وذهب النظام البائد وصلت الدفعة الاولى من السياسيين الذين ذكرت كيف تم انشائهم في الاربعينيات والخمسينات والستينيات وكل واحد منهم يحمل اجندة مختلفة

وكلها اجندات حقد وخراب وكوارث وما هي الا سنة او سنتين حتى ظهرت كل الاحقاد الدفينة المكبوتة في دواخل هذه الاحزاب

 وكان الامر طبيعي نشر ثقافة الحقد والضغينة بين ارقى وانبل شعب في المنطقة

ونظهر  لا فقط للعالم بل حتى لداخل العراق باننا شعب حاقد حتى على نفسه

حتى وصلت الانشقاقات بين الشيعي والشيعي والسني والشيعي والسني سني والكردي كردي والعربي مع الكردي ودفعت الاقليات البريئة الثمن الباهض من اهلنا المسيح واهلنا الايزيدية واذا باعراضهم تباع بالاسواق ويفجر الطرف فلان المسجد الفلاني والطرف فلان يفجر الحسينية الفلانية

 واصبح الارهاب امرا مسلم به فعندما نسمع بانفجار في اي منطقة نهرع نحن الشيعة ونتهم اهلنا السنة وان فجرت المنطقة الفلانية يهرعون اخوتنا السنة متهمين الشيعة بنفس الطريقة للاسف

وفي حالة الفشل يتسارعون السنة والشيعة باتهام الاخوه الكرد وهنا الكارثة الكبرى انتقلت هذه الحالة المرضية السرطانية وبدأت تنتشر كثقافة انتقامية بين ابناء المجتمع . 

·        ملاحظة هامة جدا

لو تابعتم كل هذه الاحداث و تفاعلاتها لوجدتم  تاريخ تأسيس دولة اسرائيل بنفس  فترة ظهور كل هذه الانفعالات في داخل العراق. 

·        ذهبت جوهرة اللحمة الوطنية وافتقد الامن والامان في بلدنا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك