المقالات

عندما يُفقَدُ الإعلام العقائدي الخُميني ..

1083 2021-01-26

 

مازن البعيجي ||

 

من الخسارة العظيمة بمكان أن يفقد التلفزيون الإسلامي بالعموم والشيعي بالخصوص بفضائياته المتعدّدة ، تلك الأفكار البرامجية التلفزيونية التي تعرضها "دولة الفقيه" كزادٍ عقائدي مركّز يساهم في بناء جيل اليوم وذلك التأثير العميق الذي من خلاله تتم بلورة العقول لضمان عقيدتها ، لأن الثقافة الثورية الخمينية تشكّل خطرا على الأستكبار وخططه المبيَّتة ضد الجيل المسلم ، فضلا عن الجيل الشيعي! وبالتالي، اذا تحقق الدعم للفكر الخميني فأنه سيكون داحرا للمخطط الاستكباري على مستوى بناء العقول، ماإذا وجد له منافذ إعلامية نظيفة هادفة تستهوي العقول والقلوب بما لها من ألقٍ ونور.

التلفزيون الإيراني، اعتمد تجربة عمرها اكثر من اربعين عام وهي تطبّق أسلوب صناعة الوعي،وإيجاد البصيرة في أجيال متعاقبة للثورة الإسلامية الإيرانية المباركة والتي ببركتها تحصّنت من شرور "الحرب الناعمة" وتأثيرها الذي يتميز بقدرته على الجَذْبِ والإقناع لتستميل أعداد من الجماهير لغرض معين، لتصبح تلك الحرب الناعمة بديلًا عن كل الحروب الصلبة والعسكرة من خلال دسّ السموم القاتلة عبر برامج خادعة للبصر، حاجبة للبصيرة!

وقد نجح التلفزيون الايراني بفضل القيادة الحكيمة للولي الفقيه ومتابعته وبتظافر الجهود، بمسك خيوط الحاجة للأجيال والمجتمع لمادةٍ تستهدف تهذيب النفوس  ومشاعر الأجيال ،وبناء عقولهم  بمادة مشبّعة بالفضيلة، تناغم الفطرة السليمة وتؤسِّس عبر الصدق والمنطق والقناعة ماأراده القرآن الكريم وأهدافه السامية العليا ، بعيدًا عما تفرضهُ مؤسسات إعلام الأستكبار المتعددة ، والتي أسرت كل الإعلام السمعي والمرئي وغيره في العالم بما فيه العراق ووظّفته لتمرير المخطط الهدّام الذي يهدف الى تشويه سبل الاستقامة المجتمعية ،السلامة العامة ، في الوقت تسعى لتعزيز فكرة تقبُّل قيم المجتمعات المنحرفة وفرضها على الواقع المسلم!!!

وعلى سبيل الفرض: لوعملنا مقارنة بسيطة بين ما تعرضه القنوات التلفزيونية الإسلامية الإيرانية من برامج ببرنامجٍ واحد في تلفزيون او فضائية إسلامية اخرى في العراق مثلا..لوجدت الفرق شاسعا حينما نشاهد واحات خضراء تربوية  عقائدية مشوّقة ، تديره إمرأة فاضلة قد حصلت على رتبة الاجتهاد في الفقه والفلسفة وغيره وهي تتكلم وتبيّن أهمية دور المرأة في الدفاع المقدس وفلسفة وجودها العميق ، وأبعاد شخصيتها حيث تؤسس في نفوس الفتيات روح الثورة والعقيدة والإسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم، وبين برنامج نشاهده وفي شهر الله الفضيل شهر رمضان من على شاشة فضائية مسلمة! برنامجًا يختلط فيه الجنسين على شكل كاميرا خفية ، تظهر فيه المرأة عريف حفل وإدارة بذيئة لحركات بمحتوى هابط وغالبًا مايكون مجهول الهدف مما يدلّ على العمى  والعبثية وتحقيق ربحًا للإعلام المعادي الذي اخترق مؤسساتنا الإسلامية!!!ولك ان تحكم إنصافًا، هَلْ يستوون؟!!

ومما يؤسَف له : ذلك الغياب الكامل للسياسة الإعلامية في البلدان العربية والإسلامية بما فيها "العراق"  بلد المقدسات والاصالة المكلفة بالبث عبر محطات الاعمال الدرامية وغيرها وغفلتها عن النتاج الإسلامي بفكره الأصيل، وقيمه السامية، وذلك التغاضي عن الاستفادة من التجربة العظيمة للتلفزيون الايراني والذي نشترك معه بالعمق العقائدي ، سيما وانه قد أثبت اليوم نجاحه في كيفية التعامل مع حرب ناعمة استهدفت الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم وانتصر عليها بقوة حتى صار إعلامها اليوم يشكل جبهة ضاق الأستكبار بها ذرعا، جرّاء صدق وسلامة ووضوح ماتعرض وتبث من برامج غلبت بمفاهيمها السليمة ، وطغت بنتاجاتها المتنوعة التي تحاكي كل فئآت المجتمعات الأخرى ، وتساير العصر الحديث بتكنلوجيته المعقدة مراعية كل قيم السماء وطهارة الرسالات السماوية.

ولعل الكلام موَجَّه الى التلفزيونات والفضائيات في دولٍ الأعم الاغلب فيها مسلمين!

اقول : الى متى هذا  التجاهل مثل كنز الفكر الخميني المنقذ الأوحد من أوحال الرذيلة، ومستنقع الشبهات ونحن على مشارف الظهور المقدّس وكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيّته.

(تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) الجاثية 6

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك