زيد الحسن ||
كل خدمة تقدمها الدولة القمعية للمواطن تسبقها كلمة ( أمن ) ، الامن الوطني ، الامن القومي ، الامن الحربي ، أمن الدولة ، الامن المجتمعي ، والامن الداخلي والامن الخارجي ، وهكذا كما في كل العالم .
اليوم تفجيران في منطقة يرتادها الكسبة وبسطاء الشعب ، الدماء سالت ولونت الرصيف الهش والمعتم وصبغته بلون احمر قاني له لسان عربي فصيح يتكلم ، ويقول لساسة العراق ان هذا من فعل اياديكم ، بطريقة او بأخرى ، والذنب ذنبكم والفعل الشنيع فعلكم وانتم الزارعون والحاصدون لدمائنا ، وعجيب امركم انكم سوف تستنكرون ، وتعلقون جريمتكم على شماعة الارهاب .
الاجهزة الامنية اسيرة بيد الاحزاب تسيرها وفق اهوائها و وفق مصالحها الخاصة و وفق الاوامر التي تاتي الى رؤسائهم من خلف الحدود ، لاتوجد ادارة وطنية شريفة ونزيهة مستقلة تدير امن البلاد الداخلي والخارجي ، وهذه هي الطامة الكبرى ، تتغير ارادة اجهزتنا الامنية مع تغيير جلود الاحزاب ومع مايطلبه منبع الدولار ، حتى اصبحت ارض العراق ملاذاً لتصفية الحسابات ، واقصد حسابات الاحزاب فيما بينها ، اما الحسابات الخارجية فمصيبتها اكبر بكثير ، فمنها مايتم بتوقيع عقود منبطحة ومنها بعقود خاسرة فاشلة الغاية منها تهديم البلاد .
من يقنعني كيف وصل الانتحاري صاحب العقيدة المشوشه الى وسط بغداد وتخطى كل الاجهزه الامنية بهذه السهوله وبهذه الدقه في تنفيذ جريمته ؟ ان قلنا هناك خيانه وعماله من بعض الاجهزه نلام على هذا القول ، وان قلنا ان هذا ضعف وقلة خبرة واهمال لدى البعض نكون قد نضحك على انفسنا ، فمن غير المعقول ان تصرف ميزانيات انفجارية لهذه الاجهزة لمدة سبعة عشر سنة وتكون النتيجة فاشلة ، اذن ماهو السبب ؟ الاكثر للتصديق ان الانفجارات تدار بواسطة رجال متنفذون في اجهزة الدولة وفي قرارها السياسي وهذا الرأي الاصلح اللذي لا يمكن رده علي .
ان كان الرافضون للانتخابات قد فعلوا انشطتهم لهز ثقة المواطن بقدرته على التغيير ، فهم في خسران كبير ، فصولجان الحق الان بيد امينة شريفة مقتنعة ان زمن اللصوصية قد ولى واقتربت ساعة الحق ، وان هناك رجالاً قد عزموا عزيمتهم على كشف المستور وهدم حصون الفساد ، ومحاسبة القتلة المارقون ، وان نهاية ظلمهم قريبة كلمح للبصر ، ولن تنثني ارادة الشعب ، هذا الشعب الذي تعود على العطاء بمناسبة او بدون مناسبة ، وسيعطي المزيد من الدماء من اجل ازاحة هذا الكابوس الجاثم فوق صدر العراق .
بعد الربيع العربي المزعوم ظهرت القوى العميلة المدمرة في كل البلاد التي سقط جلادوها ، وكان للعراق الحصة الاوفر من قامات العمالة وله من الحاقدين الاشد كرها وغطرسة ، نعم لستم الوحيدين في عالم الاتجار بالاوطان والخيانة لكنكم اليوم اثبتم انكم الافضل .
https://telegram.me/buratha