د.علي الطويل||
قامت قوات الحرس الثوري الايراني والجيش الايراني في الايام الاخيرة بمناورات لصنوف القوات الايرانية المتعددة ، والمناورات هذه ليست جديدة ، فعادة ماتجري ايران مناورات لقواتها المسلحة وبشكل متكرر في كل عام ، ولكن تاتي اهمية هذه المناورات في ضوء الاوضاع المتوترة مع الكيان الصهيوني ، وكذلك في ظل التهديدات الامريكية المتصاعدة للجمهورية الاسلامية ، واستعراض العضلات الامريكية في الخليج والمحيط الهندي ، والاعلان عن تسيير طائرات ال(B52) فوق الخليج والمحيط الهندي لمراقبة تحركات القوات المسلحة الايرانية وحماية السفن الحربية الامريكية من ضربات ايرانية محتملة ، وتوجيه ضربات استباقية لاهداف ايرانية محدةة في حال رصد اي تحرك لهجوم ايراني على اهداف امريكية ، بحسب قيادات سياسية وعسكرية امريكية .
ومهما يكن من امر فان لمناورات الرسول الاعظم واقتدار (99 )الايرانية دلالات كبيرة وتحمل رسائل مختلفة، ، فمن الناحية النوعية اظهرت ايران احدث مالديها من صناعة للوسائل الحربية ، ففي المناورات البحرية التي اجريت في الخليج وبحر عمان ، تم ولاول مرة استخدام البارجة وقاذفة الصواريخ (زره)، وهي من صنع القوات المسلحة الايرانية ودخلت الى الخدمة في مناورات البحرية للجيش الايراني ، كما تم استخدام حاملة الطائرات المروحية الايرانية الصنع كذلك في هذه المناورات وهي من احدث الصناعات العسكرية الايرانية المتطورة ، وكذلك جرى اطلاق الطوربيدات من الغواصة الايرانية فاتح ، اما في مناورات الرسول الاعظم والتي اجريت من قبل القوة الصاروخية للحرس الثوري ، فانها اظهرت اقتدارا كبيرا في مجال الصواريخ والطائرات المسيرة ، مرة من ناحية التطور التقني لهذه الانواع من الاسلحة ، ومرة من جانب التكتيكات العسكرية الناجحة التي استخدمت في هذه المناورات ، في الجانب الاول فان الصواريخ التي اطلقت حققت نتائج باهرة من ناحية الدقة في اصابة الهدف وقوة التفجير وكثافة الهجوم ، اضافة الى ابعاد المسافات التي استخدمت فيها ولمختلف انواع الاهداف، كما استخدمت طراز جديد من الصواريخ البالستية المزودة برؤس منفصلة ورادار ووقت اقل من سابقاتها في سرعة اصابة الهدف ، بحسب حاجي زادة قائد القوات الصاروخية للحرس الثوري ، كما ان الطائرات المسيرة هي الاخرى اظهرت عبقرية العلماء الايرانيين في صناعة التقنيات الحديثة لهذه الطائرات ، وخاصة تلك التي تخفيها من رصد الرادارات واجهزة الرصد الاخرى ، اضافة لميزات طول المسافات وعدد وساعات الطيران الذي يمكنها من الطيران في ضوئه ، اما مايخص الناحية الاخرى وهي ناحية التكتيكات الجديدة فان الحرس الثوري استخدم في هذه المناورات تكتيك تدمير المضادات الجوية بواسطة الطائرات المسيرة الدقيقة والمخفية عن الرصد قبل الهجوم الصاروخي على تلك الاهداف مما يجعل صواريخ الباتريوت في حال حدوث حرب مع امريكا او ربيبتها او حلفائها ، مجرد خردة لاقيمة لها .وستقوم ايران بالايام القادمة كذلك باجراء مناورات للقوات البرية والمحمولة جوا ،وستقوم ولاول مرة باجراء تدريبات هجومية لاحتلال اهداف على سواحل بحر عمان في هذه المناورات ، حسب العميد حيدري قائد القوات البرية الايرانية .
اما الرسائل التي تحملها هذه المناورات فانها القت اول نتائجها على الوضع الصهيوني فمفاجآت الاقتدار الشيعي قد اربكت الاسرائيليين الجدد
فقد قالت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية ( بأن إيران كشفت عن طائرتها الانتحارية المسيرة من طراز شاهد١٣٦في مناورتها الأخيرة، وباستطاعة هذه المسيرة الوصول إلى إسرائيل وإصابة أهدافها بدقة بالغة). وهذه رسالة بالغة الاهمية للاسرائيلين لردعهم اولا ولادامة هاجسهم بانهم دولة صغيرة سائرة الى زوال مهما تضخمت قوتهم التسليحية .
اما الرسالة الاخرى فانها وجهت للامريكيون وحلفائهم في الخليج بان الجمهورية الاسلامية لايمكن اخضاعها بالقوة ، وان الحصار الخانق الذي فرض عليها قد حولته الى فرصة للاقتدار ، كما ان اساليب القوة التي تهدد بها امريكا ، والاحتماء بالقوة الامريكية من قبل الخليجيين لن يجدي نفعا في فرض اجنداتهم او مخططاتهم على ايران ،
كما انها تحمل رسالة سياسية كذلك وهي ان ايران القوية المقتدرة لازالت تمد يدها للسلام المدعوم بهذه القوة، وهو السلام المبني على الاسس الصحيحة اي السلام بين المتكافئين، وبذلك تفرض الجمهورية الاسلامية وجودها ذاتيا كقوة عالمية واعدة متسلحة بالايمان والعدل وذراع القوة الحامي لحقها ولوجودها وقضيتها .
18/1/2021
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha