اياد رضا حسين ||
تعقيبا على ما اورده احد الافاضل في الفيسبوك من واقعة مفادها ان احدهم كانت لدية معاملة في احدى الدوائر الا انه جرى عرقلتها الا بعد ان دفع للموظف مبلغ خمسة وعشرون الف دينار ، وقد لاحظ هذا الموظف انه يوجد اثار اصباغ على اظافر هذا الشخص صاحب المعاملة ، فعند ذلك نبهه بان وضؤءه يعتبر باطل اذا لم يتم ازالة هذة الاثار ؟؟!! وقد عقبت على ذلك بمايلي :-
هذه في الواقع هي واحدة من مئات صور الازدواجية الموجودة في الشخصية العراقية ، فهذه الشخصية قد تقوم ببعض الطقوس الدينية وتشارك باندفاع وحرارة في الاحتفالات والمناسبات الدينية ، الا انه في نفس الوقت قد تمارس الحرام باشكالة المختلفة وحتى يمكن ان ترتكب الجريمة.
وعندما تسئل عن سبب هذا التناقض ؟! ، فتجيب بكل صراحة ، ان هذا شيئ وذاك شيئ اخر ، للحد الذي ان منهم من يعتقد وهم ليسوا بالقليل ، ان قيامة ببعض الطقوس والممارسات الدينية ، فان ذلك سيجعله بمنأى عن اي مسائلة ربانية وشرعية ، لكل مايرتكبه من ذنوب وخطايا ،،، وهذة واحدة من مأسي هذا المجتمع .
ان الذي يتحمل جزء مهم من وزر هذا الانحراف وهذا السلوك هو المؤسسات الدينية التوجيهية ، التي يبدو انها ساهمت بشكل مباشر او غير مباشر ومن حيث لاتدري في انتشار هذة الظاهرة وهذه المفاهيم السيئة والخطيرة ، وهذا ما رأيناه ونراه من خلال طروحات الكثير من خطباء المنبر الحسيني التي تركز على جانب واحد فقط ، وهو الاحداث المأساوية للرموز الدينية .
في الوقت الذي يعتبر هذا المنبر اهم وسيلة اعلامية لاتباع مدرسة ال البيت (عليهم السلام) ويمثل صوت المرجعية والتي يفترض ان يجري التركيز فيه الى خطاب ودور المرجعية الدينية ومؤسساتها العلمية الحوزوية في نشر مبادئ الدين واركانة واصول العقيدة والقواعد الشرعية ، وبيان الحلال من الحرام الى غير ذلك من تعاليم الاسلام ووصاياه ، وان يكون ذلك بشكل متوازي او اكثر مع السرد التأريخي للاحداث المرتبطة بمصائب ال البيت (عليهم السلام) .
ان هذا الموضوع كان في الواقع من صلب اهتمامات السيد الشهيد محمد باقر الصدر ، حيث انه في احدى لقاءاته في مناسبة معينة مع عميد المنبر الحسيني الدكتور الشيخ الوائلي ،
انفرد به وتحدث معه عن دور هذا المنبر واهميته ووضع له خمسة من الخطوط العريضة في اتجاهاته ومساراته حتى يؤدي دوره على اكمل وجه في خدمة الاسلام والمسلمين والتي تمحورت بالشكل الذي اشرنا الية ، وقد اوكل مهمة تنفيذ ذلك الى الشيخ الدكتور باعتباره القادر والمؤهل للقيام بمثل هذه المهمة .
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha