المقالات

من العشائر والسياسية الى الدين والسياسية


 

محمد هاشم الحجامي ||

 

هناك كتاب إسمه العشائر والسياسية قام بجمعه الأكاديمي المعروف عبد الجليل الطاهر وهو تقارير الاستخبارات البريطانية عن عشائر الجنوب ورد في هذا الكتاب اسم عشيرتي وتفصيل عن البطن الذي انتمي اليه وفيه عشيرتي اربعة فروع ، وما اثار دهشتي ان أحد هذه البطون الأربعة هو عائلتي اما بقيه البطون فلا وجود لهم اليوم بيننا ؛ سألت عنهم احد كبار السن والعارفين بتأريخ المنطقه  أخبرني أن أحد البطون كان موجودا وقد سمع عنهم وأنهم قد انقرضوا فلا عقب لهم !!!

ما اريده من هذا الكلام  أن البريطانيين والغرب بشكل عام يعرفون عنا اكثر مما نعرف عن انفسنا وانّ لدى البريطانيين من الوثائق والخرائط و اسماء القبائل والاشخاص ما يدهش المتأمل !! .

ناهيك عما تملكه تركيا من وثائق ومراسلات وسجلات  عن العراق ما يحصي كل شاردة وواردة تثير استغراب من يبحث فيها !!!

 بالنتيجه نحن لا نملك ولا نعرف عشر معشار ما يعرفه الاخرين عن تأريخنا حتى سلسلة اجدادنا !!! .

لذا نحن بحاجة ماسة الى مراكز توثيق مهنية ، ودقيقة ، ويعمل فيها أناس اهل تخصص ، وإنْ لم يكونوا من اهل التخصص فليكونوا هواة يعملون على توثيق احداث ووقائع العراق على الاقل احداث الحاضر لأنه بعد 100 سنة سيعود احفادنا ثانيا للبحث فيذهبون للأمريكان ليسألونهم عمّا لديهم من وثائق عن العراق وحينها سيجدون كمية الكذب والخديعة والذي له اول وليس له آخر  ، وهذا العمل ليس بالمعقد ولا الصعب في زمن الثورة ألألكترونية  بالإمكان ان تشكل هناك لجان من كتاب ومؤرخين يوثقوا للعراق عامة أو لكل محافظة ، وقضاء وناحية ، ويتم تجميع اكبر قدر ممكن من المعلومات عن الاحداث والأشخاص وعملية حفظها سهلة جدا لا تحتاج إلا إلى شخص متخصص بالطباعة يقوم بعملية تنضيدها حتى تكون مرجعاً للاجيال القادمة كي يطلعوا على تأريخ العراق من اسلافهم ولا يقعوا بما وقعنا فيه نحن اليوم حيث شحة تأريخ كثير من مدننا ورموزها ، ومعه كمية التزوير والدس التي شوهت كثيراً من شخصياتنا لان من يكتب عنهم هو الخصم ؛ كما نجد في كتاب الكويت وجاراتها حيث كتب فصلا عن سوق الشيوخ وذكر كثيراً من الأحداث ومنها حادثة انا سمعتا من كثيرين وأن هناك اجماع حولها ومكان قوعها ؛ فكل روايات اهل المنطقة الذين عددهم بالمئات سمعوا عن آبائهم ، الذين عاصروا الحادثة اين وقعت .

 الا دكسن وهو حاكم سوق الشيوخ روى وقوعها في مكان آخر ، فالتاريخ سيثبت ما كتبه الحاكم العسكري لأنَّ الغلبة للتدوين والوثيقة وليس للرواية الشفهية .

 ذات الشيء يحصل اليوم مع حقبة صدام ووهناك محاولات لتلميعها وتزويقها !! وإظهاره بالثوب الوطني المخلص المدافع عن شعبه وهلم جرا من صور التزوير والغش .

وهو ما سيحصل مع حقبة ما بعد السقوط ، والمواجهه مع الامريكان وها نحن نرى الهجمة على الحشد ، وهو ما سيحصل ، ومعه كل الاحداث التي تحصل اليوم ستبدل وتزور وإن اختلف الأسلوب ، وربما افراغها من محتواها الوطني ، وأنها بأوامر خارجية !!!

وما الشهيد ابو مهدي المهندس إلا نموذج من هذه النماذج التي حوَّله اعلام وذيول الامريكان الى ارهابي وقاتل وصفق خلفهم صبية وبقايا البعث المجرم وابنائهم . وهكذا سيفعلون مع جميع شخصياتنا من المرجع الاعلى مرورا بجميع رؤساء الوزارات و بكل المتصدين وكل الزعماء و سيتم تزوير تأريخهم وتصويرهم على أنهم قتلة ومجرمين ، ولصوص !!!! وهذا ما يعمل الإعلام الآخر على تثبيته في ذهن العراقيين .

 ستكتب القصص المفبركة او الحقيقية التي يعاد قرائتها من جديد وتوجيهها بغير الوجهة الصحيحة التي كانت عليها .

صوَّر الإعلام الحاقد رجل الدين الشيعي والمعمم بأنه سارق ولص وشخص سئ !! إنه أول التدليس وأنَّ القادم من الكذب اكبر وأخطر .

 اكتبوا اكتبوا او الاصح فلنكتب جميعا كلَّ شاردةٍ وواردةٍ  فإنها مفيدة ونافعة لأجيالنا القادمة ، ولنفتح ملفات البعث التي تم تسليمها للعراق ، ونعيد قرائتها ودراستها ، وتحويلها إلى موسوعات من الكتب والاستعانة بإلضحايا أو القادة والمتصدين والمطّلعين على الأحداث الذين ما زال الكثير منهم أحياءً قبل أن يترجلوا ؛ كي لا نصل إلى يومٍ ما لا نجد فيه شاهداً حياً من تلك العقبة .

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك