قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com||
في6 كانون الثاني الجاري؛ إحتفلت الدولة العراقية بـمئوية الجيش العراقي، ولأننا "اتباع" هذه الدولة؛ ولسنا "مواطنين" شركاء بالقرار، فإنه "يتوجب" علينا تمجيد الجيش، في عيده الذي صدقنا انه في 6 كانون الثاني 1921، مع ان الدولة العراقية الحديثة لم تتشكل بعد آنذاك!
من المؤكد ان أول فوج تأسس هو فوج موسى الكاظم، بتاريخ 28 / تموز / 1921، لكن العقلية الطائفية لم تقبل هذا التاريخ، بل أقرت يوم 6 كانون الثاني من نفس العام، وهو يوم إجتماع عدد من الضباط العراقيين السنة، الذين كانوا ضمن الجيش العثماني، بالحاكم الأنكليزي المحتل السير برسي كوكس، ليشرعوا بتأسيس قوات محلية تابعة للأنكليز لضبط الأمن، وأحتواء تمردات العشائر في عموم العراق، التي قاومت الأحتلال الأنكليزي بضراوة في ثورة العشرين!
بهذه المناسبة "العزيزة" نستعرض بعض "أهم" حركات هذا الجيش بعد تأسيسه، لنتعرف على "الواجبات" التي انيطت به منذ تأريخه لغاية 2003، والتي يتوجب علينا الإحتفال بها وتمجيدها..!
بعد التأسيس بأربعة أعوام، وعلى مدى 7 اعوام بعدها، قاتل الجيش "التمرد الكردي" الذي قاده محمود الحفيد، ولكنه فشل في القضاء على "التمرد"، رغم تكرار الحملات، ثم إستمر الجيش من 1931الى 1933، بهجماته على الأكراد الذين قادهم احمد برزاني، وفي هذه ألأثناء قام بمجزرة سميل بحق الآثوريين المسيحيين في شمال العراق!
في عام 1935، قمع الجيش وبقسوة عشائر الفرات الاوسط؛ المطالبة باسقاط حكومة جميل المدفعي، وفي ذات العام قمع الايزيديين في سنجار!
عام 1936قام الفريق بكر صدقي قائد الجيش بأول انقلاب في المنطقة، لتبدأ سلسلة طويلة من الإنقلابات التي تشف عن تعطش العسكر للسلطة، ففي عام 194قام الجيش وبدعم من المانيا النازية ابان الحرب العالمية الثانية، بما عرف بإنقلاب العقداء الاربعة، ولكنه مني بهزيمة على يد الجيش البريطاني، مدعوما بميليشيا الليفي المسيحية، حيث أعيد الوصي على العرش عبد الأله الى الحكم..جيش الليفي اتخذ من معسكر التاجي مقرا له!
في عام 1943 تمرد البرزاني مجددا، وحاول الجيش إنهاء تمرده بالقوة، لكنه لم يفلح، وواضح ماذا يعني قمع "تمرد".!
في عام 1948 كان الجيش العراقي؛ من ضمن الجيوش العربية المشاركة في حرب فلسطين، التي كانت حصيلتها نكبة العرب على يد العصابات الصهيونية، وتأسست إسرائيل!
في 14 تموز1958 قام الجيش بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم ومجموعة الضباط "الاحرار" بإنقلاب كان عنوانه مجزرة قصر الرحاب، التي قتلت فيها العائلة المالكة، حتى الأطفال، بطريقة بشعة على يد ضباط الجيش!، وما إن حل عام 1959، حتى قام الجيش بإنقلاب فاشل على زعيمه بقيادة عبد الوهاب الشواف، ولكن الإنقلاب فشل وأعدم قاسم عشرات الضباط!
في 1963 كان الجيش أداة البعثيين في 8 شباط؛ للقضاء على حكم قاسم، وفي نفس العام قام جنود شيوعيين من الجيش، بقيادة عريف اسمه حسن سريع، للقيام بإنقلاب فاشل للإستيلاء على السلطة وكانت النتيجة إعدام مئات الشيوعيين!
في تشرين نفس العام؛ استخدم رئيس الجمهورية عبد السلام عارف؛ الجيش للقضاء على البعثيين، وفي 17 تموز 1968 عاد الجيش كأداة للبعثيين، للقضاء على عبد الرحمن عارف، الذي حل محل اخيه عبد السلام، الذي قتله الجيش في حادث تحطم طائرته بطريقة مريبة! وبعد 13 يوم قام جماعة صدام والبكر في الجيش بإنقلاب، على إنقلابيي تموز ليصفى الجو للبعث!
منذ 1968 لغاية 2003، كان الجيش ذراع البعثيين وصدام في قمع العراقيين..كرد وشيعة وسنة، مسيحيين وآيزيديين وفيليين وتركمان، إسلاميين وشيوعيين، قوميين ومستقلين..أبناء عشائر وحواضر، شروكَية وغربية، نساء واطفال، شباب ورجال وشيوخ، 38 سنة مارست قطعات من الجيش الباسل "على شعبه"، أقسى سياسات القمع والإذلال، أبرزها ما قام به في آذار 1991 حينما قمع الإنتفاضة، في أربيل والسليمانية ودهوك وحلبجة، وفي البصرة والناصرية والعمارة وألأهوار، وكربلاء المقدسة والنجف ألاشرف، والدجيل وخانقين ومندلي!
في كل بقعة من خارطة العراق..الجميع نالوا نصيبهم من القمع، على يد الجيش "الباسل على شعبه"، وتحول العراق الى مقبرة جماعية..!
اثناء وقبل حرب صدام نيابة عن الأمة العربية، ضد "الفرس الصفويين المجوس"، نفذ الجيش جرائم القتل والتهجير بحق مئات الآلاف من الفيليين، ورماهم على الحدود..والى ألأمام سر نحو حقول الألغام..
بعدها في عام 1990 هاجم جيش "الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة، أحد دول "الأمة العربية"، فيحتلها وينهبها ويحولها الى المحافظة التاسعة عشر..!
وبعدها القصة معلومة، حصار وجوع وقهر وإذلال لعموم العراقيين، وما نزال نعاني آثار هذا العمل الأهوج، الذي نفذه الجيش الذي قال لصدام عد عيناك.!
في 2003 ينهزم الجيش امام تحالف دولي تقوده امريكا، التي اخرجت قائده العام الرفيق المناضل المهيب الركن من حفرة..!
قصة هزيمته في 2014 أما الإرهاب، وتسليمه الموصل وثلث العراق؛ الى 200 نفر من الوهابيين معروفة لكم، وما نحجي بيها، فقد كادت بغداد أن تسقط، لولا أنكم أرسلتم أولادكم بناءا على فتوى المرجعية للقتال دفاعا عن العراق،وانتصرتم، يومها كان المدنيين بصعدون اللوريات متوجهين الى جبهات القتال،فيما كان الجنود يودعونهم ويقومون بإركابهم..الصورة المرفقة..!
كلام قبل السلام: نعم حقا علينا أن نحتفل بعيد الجيش، لكن أي جيش..!
سلام..
https://telegram.me/buratha