المقالات

ينتظر على باب الجنة ..

1204 2021-01-12

 

مازن البعيجي ||

 

سبقني في قطار كان يقل الشهداء ممن حصل على اجازة الرحيل ، كان الفارق بيني وبين لقاء جمعني به واحد وثلاثون يوم  فقط ، وقتها كنتُ اعانقهُ وامسك يدهُ ، أي كنت اعانقُ شهيداً سيرحل بعد شهر ويوم واحد!

لم يخبرني انه راحل ولاأنا علِمت ، لكن كل قسمات روحه كانت تقول أنني هناك انتظركم ، هناك على باب جنة ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) آل عمران ١٣٣ .

لانكم حتما قادمون واتمنى لكم قدوم بذات قطار رحيلي!

وبعد عام استبد بي الشوق لهُ فتخيلت أن قطارهُ عاد يبحث عن عشاق راحلون أو تهيؤوا للرحيل! فاخذتني لحظة حلم وهجعة أمنية وتخيلت أنها اخترقت رأسي أو نالت من قلبي لتوقفه اطلاقة لا ادري هل اذمها ام اقبلها ، فهي مطيتي الى عاشق تردد أن يدخل الجنة دون من يعشقوه!

ما اتذكرهُ أني قد اخذني النزيف وتخيلت أن ملابسي اصبحت حمراء من الدم ، واصوات حزينة وقلوب مفجوعة شاهدتها تلطم على الرؤوس كم كانت تلك اللحظة محيرة وقاسية؟! هل ارجع لهم؟! أم امضي لصديق يقف على باب الجنة ينتظرني وينتظر رفاق له يعرفهم ويعرفوه!

مضيت رغم روحي المقطعة وقلبي النازف وعيني التي ترى احبابي المفجوعين لكن لابد من الرحيل ولو تأخر ( فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) آل عمران ٢٥ .

جيء بي لمكان هو محطة الشهداء ومن ختم الرحمن لهم بحسن العاقبة ، لاول وهلة خفتُ وتوجستُ لاني لم ارى احد ينتظر! لكنها لحظات حتى دخل علي رجلين مضطربين كأني بهما يسألان قبل الوصول لي هل جاء؟! قالوا لهم نعم وهو في الداخل ،

دخلا علي ونظرت لهما من بعد وقت طويل ، كان المنظر لنا لا احد يستطيع قصَّه او رسمه فحجم فرحتهما بي كان لا يوصف عناق ووصال وتطبيب، مسح به عني جراح تلك الاطلاقة الغادرة ، وبعد أن استبدل ثيابي بأخرى نظيفة نقية قال لاحد معهُ خذهُ الى الجنة ونحن سننتظر من سيأتي بعده .

-قائدين مهمتهما في الدنيا تفويج المؤمنين نحو العقيدة وفي الاخرة تفويج الشهداء نحو الجنة أنهما سليماني والمهندس! خاطرة تمنيتها وهمسة استحضرت معها ولي العصر لينظرها .. 

 

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك