عمار محمد طيب العراقي||
نقرأ في الكتاب المقدس العهد القديم سفر إرميا ٤٦: ٣ -١٠(هيئوا الدروع والترس وازحفوا للقتال, أسرجوا الخيل واركبوا أيها الفرسان, انتصبوا بالخوذ, اصقلوا الرماح والبسوا الدروع, الرعب من كل جانب, لماذا أراهم مرتعبين ومدبرين إلى الوراء وقد تحطمت أبطالهم وفروا هاربين ولم يلتفتوا, الخوف حواليهم يقول الرب, الخفيف لا يهرب والبطل لا ينجوا في الشمال عند نهر الفرات عثروا وسقطوا, من هذا الصاعد كالنيل كأنهار تتلاطم أمواهها ... فهذا اليوم يوم السيد رب الجنود، يوم انتقام من أعدائه فيأكل السيف ويشبع ويروي من دمائهم، لان للسيد رب الجنود ذبيحة في الشمال عند نهر الفرات).
تتبعنا التاريخ فلم نجد فيه ان اليهود أو النصارى؛ كان لهم ذبيحا عند الفرات، ولم تذكر كتبهم إن لهم مثل هذا الرجل الذبيح، الذي يثار له ذلك القائد (السيد رب الجنود) بذلك الاستعداد العسكري العظيم.
واضح ان الكلام موجه لأهل الجنوب، جنوب موقعة ذبيحة "السيد" الذي يتحدث عنه أرميا، ذبيحة في الشمال عند الفرات، هو وأهل بيته،حيث ارتوت السيوف من دمائهم، حتى اقشعرت لها أظلة قوائم العرش، سوى سيد الشهداء الإمام الحسين"ع"، الذي ذبح إلى جانب الفرات عطشانا، فكان ثار الله عز وجل، فلا يثار له إلا حجة الله على أرضه والقائم بأمره في عباده.
ودعونا نتأمل في قول الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام في ثار آل محمد عليهم السلام (ألا وإن لكل دم ثائرا، ولكل حق طالبا، وإن الثائر في دمائنا كالحاكم في حق نفسه، وهو الله الذي لا يعجزه من طلب، ولا يفوته من هرب. فأقسم بالله يا بني أمية عما قليل لتعرفنها في أيدي غيركم، وفي دار عدوكم).
لذلك خاب وسيخيب، كل من تطاول على مقام الحسين عليه السلام، وستلاحقه لعنة الثأر الإلهي، مثلما لاحقت البعثي الصدامي المجرم حسين كامل التكريتي، عندما دخل عام1991، أثناء الانتفاضة الشعبانية العصيبة، الى صحن مرقد الامام الحسين"ع"، موجها كلامه لقبة الامام (( انت حسين وانا حسين ولنرى ما الذي تستطيع فعله لي )) وبعد ذلك ضرب القبة المقدسة بقنبلة دبابة وأحدث فيها فجوة كبيرة.
لكن قوى الغيب العظمى التي تحدث عنها سفر أرميا، وأمير المؤمنين، لم تمهل صهر الطاغية صدام كثيرا، فقد ضرب راسه بمرض السرطان في باديء الامر، وبعدها كانت نهايته الشنيعة المعروفة،حيث رميت جثته في مزبلة بغداد لمدة ثلاثة ايام، ومنع اهله حتى من دفنه..
ما فعله مجرم العصر وطاغيته رئيس امريكا ترامب، مع قادة الإنتصار، الشهيدين المبرورين الحاج سليماني وابو مهدي المهندس، هو بالحقيقة من سنخ ما فعله حسين كامل، خصوصا وأن التكريتي وترامب ينتميان الى ذات المدرسة، مدرسة الطغيان والجبروت والإستكبار، وهي ليست مصادفة أن يكون الشهيدين القائدين ينتميان بعمق، الى مدرسة المذبوح عند الفرات..
الأمور والتقديرات الربانية لا تترك للصدف أبدا، (إِنَّا كُلَّ شَىْءٍ خَلَقْنَٰهُ بِقَدَرٍۢ) (القمر - 49)، اليوم بانت طلائع الثأر الإلهي، للشهيدين جنديا الإمام ذبيح الفرات، حيث قطعت سيوف المجرم ترامب، أوصالهما ليس بعيدا عن الفرات، وها هو القاتل تضيق الدنيا بعينه، (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) (الأنعام: ١٢٥)، ، بعدما كان بجحا فاسدا متجبرا مغرورا، كـ (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ..
ها هو الطاغية ترامب تضيق به الأرض بما رحبت، وستكون قصته قصة، وسينتهي على يد "السيد" رب الجنود كل طغاة العالم، وسيملأها قسطا وعدلا، بعد أن ملئت ظلما وجورا....
إنه ثأر الله آت من كل الطغاة.. ( إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا ) (المعارج - 6)..
حسبي الله..
10/1/2021
ــــ
https://telegram.me/buratha