المقالات

وطني.. والمحنة


 

زيد اسامة النعيمي ||

 

الحديث عن الوطن يُشبه المسيرَ في حقلٍ مليءٍ بالأزهار والأشجار المثمرة والروائح الجميلة فالوطن هو حقول الورد التي تُزهر في الروح وهو الخيمة الكبيرة التي يستظلّ الجميع بوهو الأهل والظلّها وهو النسمة الوادعة التي تهبّ على النفس الحزينة فتُشعلها فرحًا وهو الأهل والأحبة.

 وهو كلّ شيءٍ جميل ولا يُدرك قيمة الوطن وجماله إلّا من تغرّب عنه ففي لحظات الغربة يفتقد الإنسان كلّ إحساسٍ بالجمال لأن الوطن هو الأمان والإستقرار وهو قوة الجذب الهائلة التي تجذب القلوب والعقول ولا يمكن لأي كائنٍ أن يعيش بكرامة كاملة إلّا إذا كان في وطنه فالوطن هو الماضي والحاضر والمستقبل الوطن يحتاج إلى أن يكون أبناؤه صفًّا واحدًا لحمايته ونهضته والسعي لاستقراره.

 فهو لا يُريد الكلمات والخطب الرنانة إنما يُريد من أبنائه أن يفعلوا لأجله كل ما يستطيعون كي يكون دومًا في المقدمة ويطلب منهم أن يصونوه من هجمات الأعداء وأن يُدافعوا عنه بأموالهم وأرواحهم ودمائهم.

فالوطن أغلى ما يملكه الإنسان وحتى الحيوانات والطيور والأسماك تنتمي إلى أوطانها أيضًا، وتعود إليها مهما هاجرت عنها لمسافاتٍ بعيدة وهذا دليلٌ على أن حب الوطن ليس حكرًا على أحد بل هو يأتي بشكلٍ فطري مع جميع الكائنات لأنّ الوطن أساس الحياة المستقرة الآمنة.

 وهو الذي يحفظ كرامة أبنائه في جميع الظروف. مهما كانت الظروف والأحوال سيئة في الوطن يظلّ الوطن حنونًا لأن محبة الوطن لا تُقاس بمقدار ما يُقدمه الوطن لأبنائه بل على العكس تمامًا إذ يجب على أبناء الوطن أن يقدموا للوطن كل ما بوسعهم كي يضعوه في المقدمة ومن ثم ينعمون بخيراته والأمن على ترابه وتحت سمائه.

فالوطن يكبر بسواعد الرجال ودعاء الأمهات ومحبة الأطفال وإرث الأجداد والوطن أكبر من كلّ شيء وأغلى من الأبناء والأحفاد، ولو خيروا الناس بين التضحية بدمائهم وبين أوطانهم فلا شكّ بأنهم سيختارون أوطانهم لأنّ لا شيء يوازيها.

 ولا يمكن أن يأخذ مكان الوطن أحد أو أن يُارن بأي ثمن. مهما قيلت في الوطن من قصائد وأشعار يظلّ الوطن أكبر من الوصف وليس غريبًا أن يكون الوطن ملهمًا للأدباء والشعراء.

 فالجميع يتفاخرون بحبهم لأوطانهم لأنهم يعلمون قيمة الوطن ولهذا يتغنون فيه ويصفونه بأنه حبهم الكبير، والحبيب الذي لا يخون أبدًا.

 ومن أجمل القصائد التي قيلت في الوطن: بلادي لا يزالُ هواكِ منّي كما كانَ الهوى قبلَ الفِطامِ أقبّلُ منكِ حيثُ رَمى الأعادي رغامًا طاهرًا دونَ الرّغامِ

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك