د. علي الطويل ||
عام مضى على استشهاد البطلين الهمامين قادة الانتصار الكبير على داعش ، عام مضى وحلفاء امريكا في العراق والمنطقة ، من طائفيين وبعثيين وتشارنة وغيرهم قد ضنوا ان الطريق صار سالك لمخططاتهم وطموحاتهم القذرة ، عام مضى وقد حسب هؤلاء ان ارض الوطن قد خلت لهم وصاروا فرسان الساحة بلا خيول او سيوف ، عام مضى وقد ضن هؤلاء ان المقاومة قد اضمحلت واصبحت تطمح للحفاظ على نفسها فقط وقد تخلت عن اهدافها ومشاريعها ، ولكن يوم السيادة والشهادة قد قلب الموازين على راس امريكا ومن والاها في العراق وفي المنطقة باجمعها ،فالمظاهرة المليونية التي حدثت في ساحة التحرير قد قالت كلام بليغ ،ووجهت رسالة واضحة لكل هؤلاء، والى اولائك الواقفين على التل ايضا ، فحواها ان هذه الجموع هم ابناء المقاومة ، وان هذه الجماهير هي من اردتم اسكاتها فها هي تصرخ باعلى صوتها رفضا لمشاريعكم مخططاتكم . وان هذه الساحة هي ساحتها ، ساحة الوطنيين الحقيقيين المدافعين عن العراق الرافضين للاحتلال والهيمنة وليس الساحة التي اردتم اختطافها عبر اعلامكم الماكر الخبيث .
ان الجماهير التي زحفت اليوم ومن كل حدب وصوب قد اعلنت وفائها لهذين الشهيدين الكبيرين الكريمين وعبرت بما لايقبل التأويل ان وفائها للشهيد سليماني هو ذات الوفاء لابي مهدي المهندس فكلاهما اعطى حياته ثمنا للدفاع عن العراق ومقدساته فاستحقا بذلك التكريم الالهي بالشهادة ونيل الدرجة العالية وان دمائهما التي اختلطت انما عبرت عن تلاحم الشعبين العراقي والايراني وتوحد اهدافهم ومصيرهم ،
ان هذا اليوم حقا هو يوم لابراز هوية العراقيين الحقيقية الهوية الشجاعة الرافضة للاحتلال بكل اشكاله ، وهي ذاتها هوية المقاومين الشجعان الذي حموا الارض والمقدسات وطهروا الوطن من رجس صنائع المحتل داعش واخواتها، واراد الاعداء طمسها ومسخها عبر ذيوله الخانعة والمطبعة الفاقدة للضمير والوطنية والتي كانت تهتف ضد المقدسات وضد الحشد بل ضد الكرامة ، فكما كانت داعش تندس العراق ، كانت ساحة التحرير تدنسها قذارات المثلية والاباحية والخمر وشتى انواع الشذوذ والموبقات ، وكما اعاد الابطال للوطن هويته بالقتال والتضحية والشهادة ودماء الشهداء ، فان ساحة التحرير قد عادت بحناجر الابطال وهتافاتهم واعلنت هويتها الحقيقية المقاومة الرافضة للاحتلال واتباعه ومواليه، وقد ثبت الشباب العراقي اليوم في ساحة التحرير مفهوما جديدا هو ان الصبر لايعني التسليم، وان السكوت لايعني الخنوع وانه مهما طال الصبر لابد ليوم تقال فيه كلمة تضع المفردات كل في مكانها .
3/1/2021
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha