حسين القاصد ||
في يومها قبل الأخير.. علينا أن نستبدل ( كل عام وانت بألف خير) ب ( الحمد لله على السلامة)؛ فلقد أصابت كل الحياة بشلل تام حيث جائحة كورونا، ثم توجتها حكومة الفيسبوك برفع سعر الدولار وقصف الرواتب.. كانت سنة ٢٠٢٠ هي الأسوأ ؛ ولعل مقطع الفديو الذي انتشر حيث يظهر رئيس الحكومة وهو يخاطب وزراءه قائلا : من لا يوافق لا مكان له هنا.. لعل هذا الكلام يذكرنا بالطاغية المقبور وفي يده سيجارة الجروت وحوله من يقول له حتى خطأك صحيح سيدي.. فقام جميع الوزراء بالتصويت على تجويع الشعب كي لا يخسروا مناصبهم التي لم يبق لهم منها سوى ثلاثة أشهر لتتحول إلى تصريف أعمال.
كانت سنة فوضى وخراب وتخبط حكومي، فضلا عن كونها سنة جهل واستسهال الحصول على معدلات عالية جعلت العراق يحتاج الى أكثر من عشرين كلية طب حكومية في بغداد وحدها .
شخصياً خسرت هذا العام عددا من الأصدقاء والأحبة بسبب الوباء اللعين فتغمدهم الله بواسع رحمته .. كما ربحت أن أخسر من كنت أظنهم أصدقاء فكانت خناجرهم أسرع من الخصوم، فانكشفت وجوههم وبانت ملامحهم الصفراء.
سنة من الجحيم عاشها كل العالم لكن جحيمها في العراق كان مضاعفا، فلا قيمة للإنسان والوطن ولا قيمة لكل ذي قيمة، بعد أن صارت الأمور بيد الصبية.
بقي يوم واحد من هذه السنة اللعينة.. لتتحول إلى ماضٍ أليم وموجع.. حفظ الله العراق وأهله من أعدائه وممن يظنون أنهم أهله.. ورحم الله أبا الطيب حين قال :
أذم إلى هذا الزمان أهيله ... فأعلمهم فدم وأحزمهم وغد
وأكرمهم كلب وأبصرهم عمِ ... وأسهدهم فهد وأشجعهم قرد
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى ... عدوا له ما من صداقته بد
ـــــ
https://telegram.me/buratha