المقالات

اين تكمن الحقيقة؟!


 

عبد الحسين الظالمي||

 

تطورت وسائل التعبير عن الراي مع تطور وسائل الاتصال بشكل كبير جدا  بحيث اصبح بمكان الاغلبية  التعبير عن ارائهم  ورغم ايجابية  هذا الامر  ولكنه اصبح معضله يصعب السيطرة عليها  اذ اصبح النشر وتداول المعلومات بدون ضوابط وحدود.

والمعروف ان الانسان يبني موقفه  ويبدي رايه على ضوء ما تتوفر له من معلومات  اولا  وعلى ضوء دقة  هذه المعلومات ثانيا . ونحن هنا نتكلم عن الانسان السوي  الذي يهدف الى معرفة الحقيقة ويحاول نشرها  والدفاع عنها وليس  الانسان  الذي  له اغراض  او نوايا سوء

يحاول ان يحرف الحقائق  من اجل  نواياه ومقاصده وهذا بالتاكيد ليس هو ما نتعرض له في هذا المقال .

يعاني  المتلقي  الان سيل من المعلومات   غير

المنقحة  ومن مصادر متعدده تختلف توجهاتها

ونواياها  مما عقد الموقف وجعل القارىء. يعيش حالة من الفوضى  خصوصا وان البعض

جعل من نفسه محللا ومفكرا  وصاحب راي

يحاول فرض افكاره  مهما ابتعدت هذه الافكار عن الحقيقة  ناهيك عن ما يتعرض له القارىء والمستمع الى عصف فكري من مؤسسات  مجندة لهذه الغاية لتسويق افكار وبرامج

لتمرير مخطط معين او التهيئه لحدث ما .

وهذا ما تعاني منه  النخب و  اغلب ابناء الشعب العراقي  الذي وقع ضحية العصف الفكري  وضحية  الفوضى التي تسببت بها وسائل التواصل الاجتماعي واجهزة الاتصال الحديثة  والتطور الرقمي   الهائل والذي مكن البعض  من التلاعب

بكل ما يقع تحت ايديهم واصبح من الصعب على القارىء والمشاهد العادي ان يشخص ماهو   حقيقي  عن سواه   .

مع كل معلومة او خبر ينقسم المجتمع الى مجاميع  متناحرة  كلا يدعي انه صاحب الحقيقة والخبر اليقين

والمعلومات المتوفره لديه هي الصواب وما سواها محرف او مزيف  او مزور خصوصا  ونحن نعيش في فترة  لا  يمر فيها اسبوع بدون حدث  ينشغل الناس  به  ويكاد ان يفسق بعضهم بعضا حتى عل ابسط واتفه الامور  .

ما جعلني اكتب هذا المقال   هو. موضوع احالة مشروع ميناء الفاو .

الصحف الشخصية والقنوات والمحللين والتغريدات  وعامة الناس تتبادل المعلومات والاخبار حول الموضوع  وقد وصل البعض منها حد التخوين والاتهام والبعض الاخر 

ادخله تحت مظلة الصراع السياسي الحزبي

، بل ذهب البعض الى جعله مؤامرة كبرى  تحاك ضد العراق تقف خلفها اطراف اقليمية ودولية والبعض الاخر عد موضوع الاحالة  موضوع رشا وصفقات بين الحيتان الكبار   وقد اصبحنا امام فريقين   كل طرف  يتبنى شركة من الشركات التي  يثار حولها اللغط  وهي الشركة الكوريه والشركة الصينية

كل طرف من الاطراف  يحاول ان يجعل من الشركة التي يتبنى موقفها هي الوحيده القادرة على انجاز مهمة (الحلم )  الحكومة ووزارة النقل

تدافع بكل ما اوتيت من قوة عن الشركة الكورية

والبعض الاخر متمسك بطرح الشركة الصينية

ويعدها هي الوحيدة القادرة على الانجاز في ظرف العراق الحالي  وهكذا نشاهد حالة من الانقسام  والفوضى واللغط الذي يجعل القارىء في حيرة مما يسمع .

فقدان الثقة المتبادل بين النخب والحكومة وبين الشعب والنخب والادلجه السياسية

لاي موضوع يطرح جعلت من الصعب على الانسان العادي ان يهتدي  للحقيقة. بسبب غياب

المعلومات الصحيحة  عن الموضوع برمته فلا نعرف من نصدق ؟ المدافعين عن الشركة الكورية التي سمعنا قبل شهرين وزير النقل يهددها بسحب المشروع ثم بعد مرور شهرين تصبح هي الافضل عندهم  وهي المنقذ ام نصدق من يروج للشركة الصينية التي يقول عنها البعض انها شركة كهرباء وغير مختصه  بهكذا مشاريع وغير مدعومة من الحكومة الصينية

وهكذا دواليك  فما نخرج من ضوضاء حدث حتى ندخل في اخر  وكل منا   يرى ان الحقيقة مطيته

والحق مقصده والنتيجة فوضى وانقسام

ولا نرى من الجعجعة سوى الغبار ،  وهذا الموضوع نموذج  للوضع الذي نعيش فيه والله المستعان على ما نحن فيه .

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك