المقالات

الحقد الدؤوب في سلوك أمريكا عدوّة الشعوب..

1159 2020-12-25

 

محمد الجاسم ||

 

     يبدو أن حماقات الجبروت والإستكبار التي تمتَّعَ بها الرئيس المنتهية ولايته (دونالد ترامب)،خلال أربع سنين، لم تُشفِ غليله المتفاقم ضد المسلمين في العراق والعالم،ففي وسط فورة تهديداته المتواترة لاستفزاز الجمهورية الإسلامية في إيران،ومحاولة سحبها الى مواجهة حربية،في ساحة تبعد عن جغرافيا الولايات المتحدة أكثر من عشرة آلاف كيلومتر،يبادر (الرئيس الحالي ـ السابق)لإصدار عفوٍ رئاسي عن أربعة موظفين أمنيّين سابقين في شركة (بلاك ووتر)، وهم (بول سلاو)، و(إيفان ليبرتي)، و(داستن هيرد)، و(نيكولاس سلاتن)،الشركة التي تركت في العراق صيتاً سيئاً من الإنتهاكات الأمنية وخرق الأعراف العسكرية في أداء الواجب،هؤلاء الأربعة،كان قد حُكم على ثلاثة منهم في الولايات المتحدة،بأحكام قضائية بالسجن ثلاثين سنة، تتعلق بجريمة القتل العمد لأربعة عشر من مواطنين مدنيين عُزْلاً ـ بينهم طفلان ـ في ساحة النسور في بغداد بصورة عشوائية في سبتمبر(أيلول) العام 2007  ،في حين حكم على الرابع(سلاتن)بالسجن المؤبد. وقد أثار قرار ترامب بالعفو عن هؤلاء المجرمين،نقمة وإحباطاً في الأوساط العراقية،الشعبية والنخبوية والسياسية،دون أن يكون لوليِّ دم المواطنين(الحكومة العراقية)أي ردة فعلٍ تناسب الحدث.وقد شملت ردود الأفعال فعاليات دولية كمنظمة حقوق الإنسان العالمية،بسبب أن قرار العفو عن القتلة،لم يراعِ حجم المأساة التي جرت على أيدي هؤلاء المجرمين ،وأنه يكشف الوجه القبيح للإدارة الأمريكية التي تدّعي حقوق الإنسان و(المدنية) و(الحضارية)، وهي تتجاهل ،في الواقع،كرامة الضحايا ومشاعر أهليهم وأحبتهم،وحقوق ذويهم.

     كما كان للأمم المتحدة موقف مستنكر لقرار العفو الأمريكي عن القتلة ،على لسان المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (مارتا هورتادو)التي دعت الولايات المتحدة إلى "تجديد التزامها بمكافحة الإفلات من العقاب على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي، وكذلك الوفاء بالتزاماتها لضمان المساءلة عن هذه الجرائم".

     إن قرار العفو الأمريكي الأخير،يضاف الى قائمة الإستهتار الأمريكي بحقوق الإنسان وكرامة مواطني الشعوب التي ترزح تحت نير الإمبريالية والإستكبار،سواء كان وقتياً كما حصل في العراق،أو لمدد طويلة كما حصل في فييتنام.

     الإحتمالات جميعها مفتوحة أمام السلطات العراقية ذات العلاقة،لأداء دورها الوطني والدولي لضمان حقوق المتضررين من تلك الفاجعة،وردّ الإعتبار الى ذويهم بالطرق القانونية والأعراف الدولية.

ورُبَّ قَوْل..أنْفَذُ مِنْ صَوْل.

ناصرية ـ دورتموند/ألمانيا

25/12/2020

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك