عبد الحسين الظالمي ||
يقول المنطق العقلي ان نسب وقع حدث بشكل اتفاقي بدون تخطيط تكون كبير ولكن نسبة ان يتكرر الحدث. بشكل اتفاقي تكون اقل من المرة الاولى وهكذا حتى نصل الى رقم يستحيل على العقل ان يتصور تكرار الحدث بنفس التفاصيل او مشابه له او قريبه منه عشرات المرات بدون تخطيط وبدون ان تكون هناك جهه او جهات تخطط لتك الاحداث .
المتابع لوضع العراق منذ عقد التسعينات الى اليوم والاحداث والازمات تتابع واحدة تسلم الاخرى. بحيث لا يمكن ان نتصور فتره زمنية يعتد بها مرت على العراق في العقود الثلاثة الماضية بدون وجود حدث يجعل العراقين يتمنون زوالة بحيث ينسيهم ماحدث قبله وهكذا
والعراق يعيش تحت وطىء هذا الازمات بداء من حدث غزو الكويت والانتفاضة ثم الحصار ثم الاحتلال الامريكي تحت ذريعة التحرير. وبين تلك الاحداث احداث اخرى لا تقل قلقا واثاره وخوف وضياع لابناء الشعب ولكثرة هذه الاحداث اخذنا باكثرها تاثير .
بعد احتلال العراق من قبل الامريكان بدءت سلسلة اخرى من الاحداث ذات طابع فوضوي منها أني ومنها بعيد الامد .
بوادر حرب اهلية وقتل على الهوية ساد المدن العراقية خصوصا المحيطة ببغداد ترافقها سلسلة شرسة من التفجيرات الكبيرة والمتكررة بحيث عاش العراقي اجواء يعتقد فيها الذي يخرج من بيته لا يعود له مرة اخرى ناهيك عن ازمات خانقة جدا في اجواء حياته من نقص حاد في ضروريات الحياة الخدمية والصحية .
اجواء قلق في جميع مناحي الحياة فقر وانعدام امن وخوفا من المجهول بحيث اصبحت امنية العراقي ان يمضي يومه بسلام دون ان يتعرض هو او عائلته الى ما يقلقه ويشحن حياته قلقا ، ومع مضي الايام الصعبة حلت ازمة اخرى كبيرة
جعلت العراقي يعيش اسوء كابوس في حياته عندما تعرضت مدن بكاملها الى محرقة ، قتل ونهب وتسليب واستباحه كاملة بل اصبحت مصدر تهديد للمحافظات الاخرى ورغم موقف العراقين البطولي من هذه الازمة ولكنها لم تكن الاخيرة بل توالت الازمات السياسية والامنية والاقتصادية واحدة تسلم الاخرى مصير بلد باكمله
بعد نكست داعش جاءت ازمات سياسية واقتصادية خانقة جدا هددت العراقين في لقمة عيشهم بحيث تحول العراق الى دولة فقيرة بعد ان كان يعد من اغنى دول المنطقة .
ازمة اقتصادية خانقة ، ازمة سياسية ، مظاهرات مدمرة ودماء تراق ، ازمة رواتب ، قتل الشرفاء والقادة المخلصين ، ازمة عملة ناهيك عن الاحداث العالمية والتي تؤثر على العراقين مثل ازمات انخفاض اسعار النفط. وجائحة كورونا والمسلسل مستمر .
يبقى السوال
هل تكرار وتتابع هذه الازمات مجرد صدفة ام قدر ام خطاء جوهري خلف كل هذا التتابع بالازمات؟ والتي خلقت شعبا قلقا واجيال اكثر اضطرابا وعنفا بل واكثر انحرافا من الاجيال التي سبقتها بحيث اصبح العراقي يتمنى ايام الحرمان والفقر الهادئة ويسميها (الزمن الجميل) لكونه كان يعيش بهدوء واطمئنان .
من يقف خلف كل هذا المسلسل من التدمير الممنهج ؟.
هل تقف خلفها يدا خبيثة ونوايا شيطانية ومصالح ضيقة ومن تلك الجهات ؟ ام قدر شعب انطبقت علية القاعدة الالهية
( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ). ام ان الله سخر الاولى ليمتحن الشعب بالثانية ؟ باعتبار ان التشخيص الدقيق يساعد في العلاج لمن يريد فعلا انقاذ العراق .