د.حسين القاصد ||
كانا توأمين من جهاد ونصر، من رجولة وحزم، ولم يحدث أن يستقرا في مكان، ولا عنوان ثابتا لمكان تواجدهما؛ يتوجدان حيث احتدام النار وحيث حاجة الناس إلى الإنقاذ.
جمال العراقيين وهيبة نخيل البصرة أبو مهدي المهندس، الذي قارع النظام الساقط إلى أن حرر المدن العراقية وانتصر على اذيال البعث المنحل وعصابات الظلاميين؛ وتمكن من دحرها في مسقط رأس الطاغية المقبور ومدفنه.
أما توأمه الدائم حتى لحظة عناقهما للشهادة، فذلك هو اللواء العظيم كما وصفه اية الله العظمى سماحة السيد السيستاني دام ظله؛ فقد قال سماحته وهو ينعاه :
( لقد آلمنا كثيراً خبر استشهاد اللواء العظيم الحاج قاسم سليماني رحمة الله عليه.
أن الدور الفريد للمرحوم في سنوات الحرب مع عناصر داعش في العراق والأتعاب الكثيرة التي تحملها في هذا المجال لا يمكن أن تنسى.
السيد علي الحسيني السيستاني
٨ جمادي الاول ١٤٤١ ) .
لم يمت قاسم ولا مات جمال، فمن وصل هذه المرتبة العليا ليس له أن يموت، بل قد يحق لي أن أقول ليس من حقه أن يموت، لأن دماءه تنبض نصرا وأنه أنجز المهمة بأحسن ما يجب أن تنجز، ونال ما يتمناه معانقا أخاه؛ هذا جمال لقاسم، وذاك قاسم للجمال.
لولاهما لما بقي العراق عراقاً؛ وانا حين اكتب هذه الكلمات، فإني اكتبها بزهو لأني عشت زمن العذابات والويلات التي أدركها عزمهما وانقذنا منها.
فسلام على اللواء العظيم وعلى رفيق دربه مهندس انتصارات العراق .. سلام من بلاد أمير كل شيء، بلاد علي العالمين تبارك اسمه ما بقي الفراتان.
https://telegram.me/buratha