قصتي مع قومي ربما لخصتها أبيات دريد بن الصمة الذي كان قد نصح قومه وفيهم عبد الله بن الصمة ان لا ينزلوا بموضع لان العدو سيدهمهم، ونصحهم بموضع منعرج اللوى، فلم يسمعوا نصيحته فما كانت الا برهة حتى دهمهم العدو واستطال على رؤوسهم وقتل معهم عبد الله، فذكر ذلك في قصيدته الشهيرة ومنها قال:
ولما رأيت الخيل قبلا كأنها …… جراد يباري وجهة الريح مغتدي
أمرتهم أمري بمنعرج اللوى…… فلم يستبينوا الرشد الا ضحى الغد**
وقد ذهبت أبياته مثلاً بكل من ينصح فلا يجد سامعا من قومه لنصيحته، ويعاندونه ثم لا يحسون بقيمة ما ينصحهم به إلا بعد وقوعهم بما حذرهم منه…
منذ بداية ٢٠١٦ حذرت بأحاديث عديدة من الفقر القادم وتدني القدرة الشرائية واحتمالات الجوع، فما كان من قومي الا ان اتخذوا من نصيحتي سخرية يتفكهون بها ويهزأون بها ومنها، ولم يؤلمني ذلك بقدر ما آلمني أن ما حذرتهم منه قد أصبح اليوم هو الواقع الذي لا مفر منه إذ لا يوجد ثمة سبيل للتخلص منه ولو اجتمعوا عليه قبيلا، ولو أنهم استعدوا لما حذرتهم منه لكان بإمكان غالبيتهم أن يجعل الازمة الحالية أقل ضغطاً عليه مما ستفعل الان، ولا حول ولا قوة الا بالله.
**: ديوان دريد بن الصمة: ٦١.
https://telegram.me/buratha