السيد محمد الطالقاني ||
تحاول قوى الاستكبار والاحتلال من خلال الغزو الثقافي التي تستغله لتمرير مصالحها والاعيبها الخبيثة, بالتشويش على العقول والاذهان وتوهيم الناس بضرورة فصل الدين عن السياسة, وجَعلُ حدود الدين المَسجدَ فقط, مستغلة بذلك الخلل في طبيعة وعي الامة للاسلام الحقيقي .
فقد اعتادت الامة على نوع واحدا من الحكم, تمثل في الخلافة الاسلامية التي حصرت السياسة في خلفائها فقط,وابعدت الامة عن الشان السياسي.
لكن الامام علي عليه السلام اراد ان يغير هذه النظرة, ويثبت للامة ان طبيعة الدين الإسلامي هو دين ودولة, وليس دين منعزل عن الممارسات السياسية, وأن الدولة الإسلامية هي التي تحقق للإنسان السعادة الدنيوية والأخروية, من خلال تشريعها لعدة أحكام وقوانين مدنية وجنائية واحوال شخصية, لتنظيم شؤون الحياة الدنيا, وهذه الامر معناه لابد من وجود دولة وحكومة تعني بتنفيذ تلك الأحكام .
واليوم ومع الاسف نرى تحجر بعض العقول التي تاثرت بالفكر الاستكباري الغربي التي تنادي بفصل الدين عن الدولة , وهي ترمي كاهل الاخطاء التي رافقت العملية السياسية في العراق على الدين والاسلام متجاهلة ان الحكم في العراق يقوده المسلم السني والشيعي. والكردي والعربي, والمسيحي والصابئي, والمؤمن والفاسق , والكافر والملحد , فلماذا يتهم الاسلام اذن بالفشل.
لكننا نقول لهم ان المرجعية التي تقود المؤسسة الدينية استطاعت بفضل حكمتها ورؤيتها السياسية وتخطيطها الرائع ان تقضي على أكبر مخطط استكباري واستعماري في المنطقة, والذي أرادت فيه امريكا تمزيق العراق طائفياً وتقسيمه واشعال الفتن بين أهله, في الوقت الذي هرب من ساحة السياسة من كان يدعي بفصل الدين عن السياسة ودخلوا جحورهم واختبئوا فيها حتى اعاد الدين لهم الكرامة والحياة.
https://telegram.me/buratha