محمد كاظم خضير ||
لا يوجد أي عراقي شريف غيور على وطنه وشعبه والتضحيات التي قدمها الوطن والشعب طيلة الفترة الحصار على بلادنا ، كان يرغب في وقوع الأحداث داعش في بعض المحافظات نتيجة المؤامرة التي قادها البارزاني وشيوخ الساحات الفتن وامريكا ، إلا أولئك الهمج الرعاع وأبواق الشقاق والنفاق من النفعيين والمستغلين الذين أزعجهم البقاء في الصف الوطني موحدا ، جائوا بداعش للتآمر على الوطن والشعب ومدوا أيديهم للداعش وتحالفوا معهم في الوقت الضائع ، الوقت الذي كانت فيه قوى وبات النصر حقيقا ومتاحا بإذن الله ، هؤلاء الأوغاد الذين اعتبرهم شخصيا وهذه وجهة نظري بأنهم أكثر قبحا ووضاعة من أولئك الذين أعلنوا تأييدهم لداعش وألتحقوا بصفوفه وتم ضمهم إلى قائمة نزلاء فنادقه في اربيل والأردن ، فخونة وعملاء لداعش اللحظات والمراحل الأولى لداعش أظهروا أنفسهم ، وبانوا على حقيقتهم ، .
لن نخوض في التفاصيل والجزئيات ، فالمهم حصل وهو وأد الفتنة ، وإسقاط وإفشال آخر لمشروع ارهارب أوراق إسرائيل وامريكا والسعودية بفضل الله وتأييده ومن ثم المواقف البطولية والوطنية للأجهزة الأمنية و الحشد ورجال العشائر والشرفاء من مناطق الغربية المتحررة ، والتعامل والتعاون الحضاري والمسؤول من قبل سكان المحافظات الغربية ، والإدارة الناجحة لهذه المرحلة ، كل تلكم العوامل أسهمت في اعلان النصر على داعش والقضاء على فتنة داعش وقطع دابرها في وقت قياسي بحجم قوة داعش ، وهو ما شكل صدمة وصعقة قوية ومؤلمة لقوى الاستكبار والتي كانت تمني نفسها بأن تسهم هذه الفتنة في إسقاط العاصمة وتمكينها من رقاب العراقيون والسيطرة على ثرواتهم وبسط النفوذ والهيمنة عليهم ، والعودة بهم لنظام الوصاية والتبعية لأشباه الرجال من امريكا والسعوديين ، وبعد وأدها وقطع دابرها ، فإن المسؤولية اليوم تتعاظم على القوى الوطنية المناهضة لداعش والإرهاب ، التي باتت مطالبة بتطبيع الأوضاع في البلاد ، وترميم مناطق الغربية مثل الموصل و ترميم الصف الوطني لتلك المناطق والشروع في معالجة كافة تداعيات وآثار داعش والعمل على تعز الثبات الوطني في مواجهة الإرهاب ، حتى نتمكن للوصول إلى بر الأمان .
بالمختصر المفيد، المرحلة الراهنة تتطلب جملة من الخطوات العملية غير القابلة للتأجيل والتسويف والتي من شأنها قطع الطريق أمام ظهور تنظيمات ارهابية للتفكير في سيناريو جديد لتأجيج مخططات إرهابية من جديد وفي مقدمة هذه الخطوات ، التأكيد على التحلي بالحزم في التعامل مع أي عناصر خارجة على القانون ، مع التأكيد على ضبط النفس ، وحسن التعامل مع الآخرين ، ومراعاة خصوصياتهم وقناعاتهم ، والابتعاد عن الغرور وتصفية الحسابات الشخصية ، وعدم التعرض للممتلكات الخاصة ، والعمل على طي صفحة الماضي ، وفتح صفحة جديدة ،وإعلان العفو العام عن الذين لم تلطخ أيديهم بدماء العراقيون ، والتحلي بالحكمة والعقلانية ،والابتعاد عن الاستفزاز للآخرين وتخوينهم أو الإساءة إليهم ، وكذا العمل على الالتزام التام بتوجيهات القيادة السياسية الحكيمة للبلاد وعدم تجاوزها ، أو القفز عليها ، نظرا لحساسية المرحلة وتعقيداتها ، حيث يتطلب الأمر حالة من الرقي في التعامل والتعاطي مع الآخرين وعدم الانجرار خلف المناكفات والمكايدات والسجالات والتراشقات الإعلامية والفيسبوكية ، والجدل العقيم الذي يثير الأحقاد والضغائن في النفوس ، في مرحلة نحن فيها أحوج إلى تطييبها وتنقيتها ، ، ليتسنى لنا بعد ذلك بناء الدولة عراقية الحديثة والمتطورة ، الدولة المستقلة القرار والإرادة ، الدولة المحفوظة سيادتها ، وكرامتها ، وعزتها ، الدولة التي لا وصاية ولا انتداب عليها ، الدولة التي تعمل لخدمة شعبها ، وتسخر كل طاقاتها وثرواتها وإمكانياتها من أجله ، دولة المؤسسات التي لا سلطة فيها ولا هيمنة لحزب أو جماعة أو طائفة أو مذهب أو قبيلة أو أسرة أو فرد على الإطلاق ، الدولة التي كان ينشدها الشهداء الحشد الشعبي وقواتنا الامنية بخصوص الشهيد علي رشم والشهيد حيدر المياحي وكل شهداء هذا الوطن المعطاء ، الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله والوطن على طريق التحرر والانطلاق نحو بناء الدولة المدنية الحديثة التي طال انتظارها .
https://telegram.me/buratha