السيد محمد الطالقاني ||
ان من اهم مرتكزات الاسلام الحقيقي, هو التزام الحاكم بالقانون الذي يعد اساسا لمشروعية الدوله, وهذا القانون يجب ان يكون مقيدا باحكام الشريعة الاسلامية الحقيقية, وهذا ماعبر عنه الله تعالى بقوله: وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.
ان العراق اليوم يمر باعقد فترة تاريخية سياسية عقائدية فكرية , فكل الحكومات التي تعاقبت على الحكم في العراق, حكمت باسم الاسلام , واصبحت كل الاخطاء التي رافقت العملية السياسية محسوبة على الاسلاميين .
لقد بذل علماء الاسلام ومراجع الدين كل مافي وسعهم من جهود وطاقات, حتى سالت لهم دماء زواكي على منحر الحرية, من اجل إيقاظ الأمة من الخدر الروحي، والجمود الفكري، والتحجر الديني و تصحيح فهم الأمة عن الدين والإسلام، بأنه منهج للتفكير ، وكيان سياسي للأمة ، وثورة لقلب الواقع الفاسد إلى واقع سليم.
كل تلك الجهود هدرتها الحكومات التي حكمت باسم الاسلام, والذين غرتهم دنيا هرون وغرقوا في حبها , حتى اباحوا كل انواع الفساد, المالي , والاداري وامتد الامر بهم الى الفساد الاخلاقي.
لذا نحتاج اليوم الى الاصلاح الحقيقي, الذي يتطلب وقفة جادة من كل الشرفاء الذين تهمهم سلامة هذا البلد, وان تصحح كل الاخطاء التي رافقت العملية السياسية ,وهنا يجب على كل الذين يجدون في انفسهم الكفاءة والنزاهة ان يتصدوا لقيادة سفينة العراق نحو شاطىء الامان حتى وان كلفهم ذلك الغالي والنفيس , فكل ذلك سيكون بعين الله.