المقالات

محمد بن سلمان..(قاعة الخلد) بنسختها السعودية


 

احمد خالد الكعبي ||

 

المجموعة التي قتلت خاشقجي وقامت بتقطيع جثته تنتمي لمنظمة اغتيالات خاصة تسمى( السيف الأجرب ) نسبة الى تسمية سيف تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود آل سعود (1183هـ ـ 1249هـ) مؤسس

" الدولة السعودية " الثانية  ؛

وهي منظمة مهمات خاصة تابعة مباشرة الْيَوْمَ الى محمد بن سلمان ..

وانا اطلع على التقارير التي تتحدث عن طريقة قتل خاشقجي تذكرت ( منظمة حنين ) فبين عامي 1964 و 1966 انيط بالمقبور صدام مسؤولية الجهاز الخاص لأمن حزب البعث المباد والذي كان يسمى جهاز حنين .

كلاهما وجهان لعملة واحدة : الحزب الأموي الخبيث والإرهابي .

الهدف الجوهري ( لظاهرة محمد بن سلمان ) الآخذة في التشكل والصعود ؛ هو انشاء صدام حسين جديد في المنطقة للوقوف بوجه النموذج الذي تطرحه الثورة الاسلامية ودولة الولي الفقيه ومحورها المقاوم الذي يتقدم ويتسع ، والذي فشل صدام سابقا كوكيل أمريكي غربي في إنهائه .

المحافظون الجدد الذين أطاحوا بصدام كبداية لإنشاء ( شرق اوسط أمريكي جديد ) نجحوا في الإطاحة بصدام لكن محور المقاومة افشل مخططهم لإنشاء الشرق الاوسط الامريكي الجديد ؛ وعليه فان الغرب خسر على المستوى الجيوستراتيجي في المنطقة ؛ كونه اطاح بعميله الاخرق في العراق ولكنه لم يستطع بناء بديل له ؛ وهو الان يحاول اعادة صياغة حلول استخراجا من دفاتره القديمة .. التي لطالما يصبح غلافها جديدا لكن اوراقها تحوي نفس النتيجة في اداء الواجب الدراسي : (( 0 من عشرة ... لوحظ / الرجاء العناية بولدكم ومتابعته دراسيا . )) .

ربما تيقنت دوائر صناعة القرار في الولايات المتحدة بان الإطاحة بصدام كان خطأ جيوستراتيجي ؛ فقررت ان تبدأ في إصلاح هذا الخلل من خلال صناعة صدام جديد في المنطقة.

ويجب ان لا ينسى احد ان امريكا في طور الدخول في صراع وجودي مع الصين ؛ وهي ربما بدأت تنسحب بشكل تتدريجي من الشرق الاوسط وإحلال " بدائل " تغني عن وجودها المباشر الذي كلفها كثيرا .. انها عودة للعبة القديمة .

يختصر كريستوفر هيتشنز ما جرى في قاعة الخلد ببغداد العام 1979 بالتالي :

أن هذا التطهير كان لحظة فاصلة أصبح فيها صدام سيدا مطلقا للعراق وهو ما يقابل ليلة السكاكين الطويلة في ألمانيا النازية أو قتل سيرغي كيروف في الاتحاد السوفيتي. /انتهى الاقتباس

واحد من أوجه الشبه بين شكل ومضمون صعود صدام وصعود بن سلمان الحالي هو : تصفية الخصوم بضربة واحدة وتحت شعار براق .

ما جرى من مسرحية صدام عام 1979 حين تمكن بضربة واحدة مفاجئة من التخلص من كل منافسيه عبر اتهامهم بالعمالةً لحافظ الأسد ؛ الْيَوْمَ محمد بن سلمان يفعل الشيء نفسه عبر مسرحية الإصلاح والتخلص من الفاسدين .

صحيفة النيوويوك تايمز في تقرير مطول لها بعنوان ( ابن سلمان يلاحق أبناء عمه للفساد.. أين عائلته؟ ) ، تورد حقائق في هذا المجال ؛ تسلط الضوء فيه على : ما هو الفارق بين فساد عائلة سلمان وبين فساد بقية العائلة المالكة ؟!!

ويلفت تقرير الصحيفة إلى أن  : " الملك سلمان مثلا لم يكشف عن المال الذي استخدمه لشراء بيوت فاخرة في لندن قيمتها 28 مليون دولار، مثلما لم يوضح ابنه كيف استطاع شراء يخت بثمن زاد على 500 مليون دولار" ، تقول الباحثة في منظمة "الشفافية الدولية" كاثلين ديكسون، معلقة على ما جرى: "هو من فذلكات المستبدين"، مشيرة إلى أن الفساد في السعودية يستخدم من أجل تبرير القمع، "فاستخدام مصادر الدولة خدمة لمصالحك الخاصة ليس خطأ، هذا إن كنت جزءا من المجموعة أو الشلة المعنية، لكن لأن الفساد هو ما يهم الرأي العام فإنه استخدم لتبرير القمع". / انتهى

 

·        في العراق .. ما الذي سيجري ؟

 

في العراق سيكون الهدف القادم للولايات المتحدة والسعودية هو تكوين( 14 آذار ) نسخة عراقية ؛ لتقف بوجه الأجنحة السياسية للحشد والقوى التي تؤيده بغية الفوز في الانتخابات القادمة ؛ بهدف تغيير (( بنية السلطة في بغداد )) ..

" التقرب " السعودي من النخب السياسية والحكومية الشيعية في العراق ؛ غايته الاساسية هي محاولة اعادة تشكيل نظام سياسي في بغداد معادي لدولة الولي الفقيه ولمحور المقاومة ..

فبعد فشل السعودية الذريع في ازاحة ( كل الشيعة ) عن سلطة العراق منذ 2003 والى الان ؛ وبعد ترسخ النظام التعددي في العراق الجديد والذي يضمن شكل من أشكال حفظ حقوق الشيعة في الحكم كأغلبية ؛ وفشلها الذريع في سوريا وقبلها في لبنان حزب الله واليوم في اليمن ؛ بعد كل هذا ايقنت السعودية ان لا مناص من ( تغيير الطريق ) وليس تغيير الهدف ؛ فهدفها واحد ؛ وهو الشيعة واستهدافهم وإزاحتهم ومحوهم وجوديا وسياسيا ؛ فان لم يكن ؛ فتقسيمهم واختراقهم وأضعافهم وجعلهم أدوات رخيصة لتدمير حكمهم بأنفسهم ؛ وجعلهم اداوات لصياغة نظام سياسي جديد هدفه هو نفس هدف النظام البعثي البائد ؛ الا وهو الوقوف بوجه الجمهورية الاسلامية في ايران ؛ وتكسير أطراف محور المقاومة ؛ لنكون حطبا لآل سعود ؛ كما جعل منا صدام ذلك ؛ هل هذا ممكن !؟؟؟؟

ما جرى ( للأسير سعد الحريري ) ؛ وقبله الإطاحة بحكم الاخوان في مصر ، وعزل وحصار قطر ؛ كلها أمور تكشف عن ان السعودية تسعى لتكوين ( كتلة سنية موالية لها بالكامل ؛ يعني ان يبايعها الجميع على انها زعيمة السنة في العالم ) ؛ لكي تستطيع تنفيذ مشروعها الجوهري والذي يتجسد بانهاء دور الشيعة و ( السنة الذين لا يوالون نهجها التكفيري في الشرق الاوسط ) ؛ وعزلهم وخنقهم ؛ والذي حاولت ولا زالت تسعى  لتحقيقه ، تارة عبر الاٍرهاب الدموي في العراق وسوريا واليمن وفشلت ؛ واليوم تسعى لتحقيقه عبر " الإغواء السياسي " لبعض من شيعة وسنة العراق ولبنان ..

ما يقف حجر عثرة امام تشكيلها لهذه الكتلة السنية الموالية لها هو :

-الخصوصية والاعتدال السني في مصر . ( الى هذه اللحظة ) .

-الجمهورية الاسلامية كنظام يتقاطع ايدلوجيا وسلوكيا مع السعودية .

-قطر ؛ وتنافسها القبلي والسياسي مع السعودية ، وعدم رضاها بدور التابع للسعودي .

-الاخوان المسلمين ؛ الذين أعلنت المملكة العداء الصريح لهم بداية بدعم السيسي في مصر والاطاحة بحكمهم .

-تركيا ؛ التي يحكمها جناح من الاخوان المسلمين ؛ والتي ترى بأنها الاحق من السعودية لقيادة العالم السني ؛ وذلك لاهميتها الجيوسياسية ولعراقتها التاريخية الاسلامية ( الارث العثماني ) .

في اعتقادي ان التهديدات السعودية للشيعة وللسنة ممن لا يوالوها ؛ وطموحها بزعامة السنة في العالم مجرد سذاجة او جعجعة ؛ ما دامت عاجزة عن " صهر " الموانع الخمسة المذكورة أعلاه .

هناك حلف بين الاخوان وقطر وتركيا لحماية نفسها من ( الزعامة السعودية للعالم السني ) .

هل اصبح واضحا الان سبب ان الجزيرة وBBC تعاديان معا منهج السعودية وسياستها ؟!

ــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك