د.علي الطويل||
من عادتي ان اكون حريص دائما على ان لااترك التلفاز بيد الاطفال يرون فيه مايجذبهم ويشدهم الى برامجه ذات المحتوى غير الائق ، وخاصة قنوات الاطفال العربية حيث تعج بما يجعل الطفل لايهتدي الا الانحراف السلوكي والفوضى وسوء الاخلاق، لما تحتويه من برامج عنفيه وغير منضبطة ولاتمت لواقعنا العربي والاسلامي بصلة وخاصة تلك التي تمول من قبل المملكة العربية السعودية ، وخاصة ال ( mbc3) وغیرها من القنوات ، ففي قناة ال mbc للاطفال هناك برنامج يبث بمدة قصير جدا تكاد لاتتعدى دقيقة ونصف ، ويعاد بشكل مستمر ولكن بمحتوى مختلف ، والبرنامج اسمه (ارسم كلمة ) يبث بعد انتهاء كل حلقة من حلقات المسلسلات الكارتونية التي تبثها تلك القناة ، وفي احدى حلقات هذا البرنامج و شاهدها اطفالنا بالصدفة ، وجائني احدهم مستنكرا بشدة ومعيبا على القناة مابثته في تلك الحلقة ، قام الرسام برسم صورة كارتونية لسيارة وعليها نجمة اسرائيل وشخص يرتدي الخوذة العسكرية تحاكي هيئة الجندي او العسكري الاسرائيلي ، ولكن الاطفال الذين تسلل نظرهم لهذه القناة استنكروا كثيرا هذه الفعلة واعتبروها خرقا للاخلاق العربية وانحرافا عن الدين ، ومن يستمع الى تعابيرهم وينظر مارسم على وجوههم من الاستنكار يجعل المستمع يشتم باشد العبارات ويلعن باقسى تعابير اللعن على ال سعود وال نهيان( واخواتهم ) ولا اقول اخوانهم ومن تبعهم لما فعلوه من جريمة منكرة في الهرولة للتطبيع مع العدو ،
ومع االاسف الذي اعتراني لان اطفالنا يشاهدون الmbc3 الا اني شكرت الله على مامن به من نعمة البصيرة ، ولعلها من الاخطاء النافعة التي تدلنا على مكامن الخطر في هذه القنوات ، فالمعلوم ان قنوات الاطفال لاتخاطب عقولهم الظاهرة لان عقولهم في هذا السن لاتسمح بتمييز الظواهر والسلوكيات ومعرفة الصالح من الطالح ، ولكنها تخاطب عقولهم الباطنة ، فيظهر ما يتعلمونه ويشاهدونه في الصغر لينعكس كسلوك في حياتهم عندما يكبرون ، ومن هنا فان هذه القنوات ومموليها لم يكتفوا بالتطبيع العلني ومحاولة تامين جانب اسرائيل فقط ، وانما يسعون وبكل قوة لان تكون اسرائيل احدى دول المنطقة المقبولة عبر اقناع الراي العام و تهيئة الاسباب النفسية بشتى الوسائل لذلك .
ان قرارات التطبيع التي اتخذها حكام بعض الدول الخليجية قد انتقدها البعض وعدها سوء تقدير او عدم وجود بعد نظر لدى هؤلاء الحكام ، ولكننا نختلف في راينا في ذلك ، فهؤلاء الحكام انما اتخذوا قراراتهم عن قناعة تامة وقد رسموا لذلك منهجا اعلاميا يهدف الى اقناع شعوبهم وشعوب المنطقة بذلك ومنذ سنوات عديدة ، ومن ذلك خلق عدو جديد للعرب والمسلمين ليكون بديلا للعدو الاسرائيلي وهو الجمهورية الاسلامية ، وبذلك سينسي العرب والراي العام العربي العدو القديم المغتصب والمنتهك والمحتل لارض العرب ، ليمسكوا بتلابيب ايران ويجعلوها هي العدو عبر اعلامهم الممنهج والمسموم ، ولم يكتفوا بذلك وانما يسعون الى ان تكون الاجيال القادمة محسومة توجهاتها و بعيدة عن العداء لهذه الدولة اللقيطة ، وبالعودة لموقف الاطفال المستنكر لهذه الفعلة ، جعلني هذا الموقف ارجع بالتاريخ الى ذلك الذي نصب نفسه حاكما وهو بلاعقل ولا تدبير ولا بصيرة ولا دين فافحمته تلك العجوز البالية بجوابها لمسالة فقهية ، فلام نفسه بالقول حتى العجز افهم منك يا.....فلان ؟واليوم نقول حتى الاطفال افهم منكم يا حكام الخليج ؟
5/12/2020
https://telegram.me/buratha