سعد الزبيدي* ||
لا يخفى على الجميع الظروف العصيبة التي مر بها العراق منذ ثمانينيات القرن الماضي من حروب وحصار واستعمار وقاعدة وحرب طائفية وتهجير عرقي وطائفي وداعش وتدمير للبنى التحتية وانهيار واضح جدا للمنظومة التربوية وباقي المنظومات وللأسف الشديد لاحظنا تراجع كبير جدا في مستوى التعليم وانحطاط في المناهج التعليمية وسرقة ممنهجة بطباعة مناهج فيها أخطاء تتغير كل عام لإعادة طباعتها وبيع الدرجات الوظيفية وتسريب الأسئلة وتدني مستوى المعلمين والمدرسين والإعتراف بمدارس الوقفين السني والشيعي ومعادلة شهادات بعض الجامعات الرديئة والمشبوهة والتي تمنح شهادات عن بعد وعدم جدية الإشراف وازدحام الصفوف وعدم وجود بيئة صحية للدراسة وافتقاد المدارس لابسط متطلبات الدراسة وسوء الخدمات وتزايد عدد المدارس الطينية او مدارس الكرفانات ومدارس السندويج بنل الركيكة ومشكلة الفياضانات وغرق الشوارع شتاء والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وازدياد مهول في عدد الأميين مع نقص كبير في عدد المدارس خاصة بعد تهديم كثير من المدارس بحجج واهية في زمن الوزراء الذين إتهموا بالفساد وسرقة الأموال المخصصة لبناء المدارس أو تهديم الكثير من المدارس بعد الهجمة البربرية الداعشية وحسب ٱخر تقارير الاحصاء فالعراق بحاجة إلى بناء خمسين ألف مدرسة لاستيعاب أعداد الطلبة الذين يزدادون عاما بعد عام وللأسف الشديد لاحظنا ازدياد أعداد المتسربين من الدراسة لظروف كثيرة منها أمنية واقتصادية واجتماعية لمساعدة عوائلهم وتوفير لقمة عيش رافق ذلك أهانة للعلم والعلماء وللمرتبة العلمية بعد أن تم تعيين عشرات الٱلاف من الموظفين وحتى من أصحاب الدرجات الخاصة في مفاصل الدولة بشهادات مزورة وما شرعه البرلمان مؤخرا هو أكبر دليل على أن مخطط الجهات الخارجية ٱتت أكلها وللاسف الشديد بأيادي عراقية.
إن الاستعمار وكل القوى الدولية والإقليمية الحاقدة على العراق كانت تعمل بمنتهى الذكاء لتفريغ العراق من العقول الجبارة والطاقات والكفاءات فانطلق الأمر باغتيال العلماء وأجبر الكثير نتيجة التهديدات على مغادرة البلد خوفا من رصاصة من مسدس كاتم تنهي حياة علمية أو خطف من جهة مدفوعة الثمن تقتل من تشاء بدم بارد لتجده القوات الأمنية جثة هامدة ليسجل كمجهول الهوية.
والطامة الكبرى أن عورة المنظومة التعليمية انكشفت العام الماضي الذي انطلق مع مظاهرات حشر فيها طلاب المدارس والجامعات عنوة حتى أصيب الدوام بالشلل التام وجاءت جائحة كرونا لتطلق رصاصة الرحمة على العملية شبه الميتة.
انعكس هذا على معدل الامتحانات النهائية للضف السادس الإعدادي التي كانت أشبه بمسرحية كوميدية للضحك على الذقون.
إن وزارة التربية ووزارة التعليم العالي مازالت تتخبط في قراراتها بخصوص الدوام ولكن للأسف الشديد عدم امتلاك الملاكات القدرة على التعليم عن بعد مع رداءة الشبكة العنكبوتية وتدني مستوى خدمة الأنترنت والحالة الاقتصادية المالية كل هذه العوامل ستنعكس سلبا لتزيد الطين بلة فدوام الطالب يوما واحدا لن يأتي بنتيجة تذكر وكل الحلول المطروحة هي حلولا ترقيعية لا ترقى إلى مستوى حلول لإدارة أزمة حقيقية يمر بها البلد.
مازال العام الدراسي في بدايته وعودة الدوام يوم السبت ربما ستكون بادرة خير اذا ما قررت الوزارة الاستمرار بهكذا خطوة إذا ما تم الوصول إلى لقاح ناجح وانتهى التخوف من وباء كورونا.
الإهتمام بالتعليم والصحة والسكن هو عماد بناء كل وطن.
الأمنيات كثيرة ولكن الواقع يظل بحاجة إلى تظافر الجهود ونية سليمة وإيثار وتضحية وتفاني وخلاص وولاء للوطن.
اليابان والصين وأوربا وأمريكا وكل الدول التي كانت تحلم يوما تكون كالعراق أصبحت من الدول المتقدمة التي يشار لها بالبنان لأنها اهتمت بالعلم وآحترمت العلماء.
فهل سينهض العراق وتعود بغداد كعبة قبلة طالبي العلم.
لاشيء بعيد عن شعوب لا تؤمن بالمستحيل.
*كاتب ومحلل سياسي.
https://telegram.me/buratha