هادي الكعبي ||
الخبر :
ضمن تقرير مطول حول انشطة الجهات والشخصيات ذات العلاقة والارتباط مع ايران أوصت لجنة الدراسات التابعة للحزب الجمهوري في الكونغرس الأمريكي بإدراج قوى سياسية وايضا فصائل مقاومة على قائمة الجماعات الإرهابية.
وذكر التقرير أن الحرس الثوري قد أنشأ ودرب وأدار مجموعات مثل منظمة بدر التي يتزعمها(هادي العامري) الذي اتهمه التقرير بالتورط في الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد في ديسمبر عام ٢٠١٩.
وقد أوصى التقرير الكونغرس بضرورة تصنيف كل من منظمة بدر وهادي العامري في قائمة الإرهاب، بجانب الفصائل الأخرى في العراق مثل ( كتائب الإمام علي،وسرايا الخرساني،وكتائب سيد الشهداء،ولواء ابو الفضل العباس،وحركة الاوفياء،وحركة جند الامام، وسرايا عاشوراء)
وشدد التقرير على ضرورة طلب الكونغرس تقريرا سنويا من وزارة الخارجية الأمريكية عن الكيانات الجديدة التي تدار من قبل الحرس الثوري في العراق.
التحليل :
١- يحاول أصحاب هذا التقرير محاصرة تحالف الفتح انتخابيا وسياسيا ولكن بصورة مبكرة قبل إجراء العملية الانتخابية من خلال جعل العقبات والتحديات التي تشل حركته خلال هذا الفترة إلى حين إجراء التغييرات المطلوبة لاحقا في شكل العملية السياسية في العراق.
٢- ربما تريد واشنطن من خلال بث هذا التقرير والإعلان عنه إرسال رسائل سياسية لكافة القوى السياسية الشيعية القريبة من إيران ولاسيما المؤثرة منها وعلى رأسها منظمة بدر بقيادة الحاج العامري ، بأن شخصية رئيس الوزراء القادم لابد أن تكون بعيدة بشكل وبآخر عن تحالف الفتح وسياستها.
واذا تم اختيار أي شخصية لتتبوأ منصب رئاسة الحكومة المقبلة قريبا من تحالف الفتح أو يمثل منظمة بدر فإن أمريكا ستعرقل اختياره من خلال نفس السيناريو الذي حدث في عام ٢٠١٩.
٣- تحاول توصية التقرير الأمريكي من تضييق الخناق على تحالف الفتح في نسج بناء تحالفات وتفاهمات جديدة، والتأثير على استمرارية تحالفاته مع بعض القوى السياسية الأخرى و العمل على تضعيفها ولاسيما في الاستحقاقات القادمة داخل المشهد العراقي المقبل.
٤- قد يدفع هذا التقرير عند العمل به لاحقا من حرمان تحالف الفتح ولاسيما منظمة بدر من استقطاب بعض الدماء الجديدة وصعوبة اقناعهم بالانضمام إلى المنظمة والعمل في صفوفها.
٥- هذا التقرير يمهد الأرضية لفرض عقوبات لكافة فصائل المقاومة في العراق وافرادها.
٦- محاولة تضعيف نشاط أغلب قيادات تحالف الفتح ومنظمة بدر من مزاولة بعض نشاطاتهم التنظيمية والسياسية والعمل على تأزيمها في السباق الانتخابي القادم.
٧- التقرير يضرب الوجود السياسي للحشد الشعبي في العمق، إذ يمثل تحالف الفتح عمود الخيمة للحشد الشعبي ويحمل لواء الدفاع عنه، وبالتالي تعني توصية التقرير أن أمريكا دخلت في مواجهة مباشرة مع الغطاء السياسي للحشد الشعبي لأجل تفتيته أو دمجه مع المؤسسة العسكرية في العراق.
٨- هذا التقرير يمثل أحد ادوات الابتزاز السياسي الأمريكي وهو أحد الوسائل العديدة التي تستخدمها أمريكا للتأثير على مواقف بعض القوى السياسية والدول التي ليست على وفاق معها أو مع حلفاءها، وبالتالي يأتي هذا التقرير لأجل تقديم تنازلات من تحالف الفتح ومنظمة بدر بالنسبة لقضية التطبيع مع إسرائيل حتى يتم إتمام هذه الصفقة داخل المنطقة.
٩- ربما يكون الغرض من نشر التوصية في هذا الوقت بالتحديد هو لأجل الضغط على تحالف الفتح بشأن سقف المطالب التي يطرحها على حكومة الكاظمي بشأن حوارها مع أمريكا، وبالتالي فالتوصية تهدف إلى جعل سقف مطالب تحالف الفتح تنسجم مع المصالح والرغبات الأمريكية في العراق.