المقالات

مشروع انقاذ عبر اقرب طريق

1155 2020-12-02

 

حافظ آل بشارة||

 

في هذه السنة بالذات ازدادت مؤشرات فشل دولة المكونات في العراق ، الجميع يقرأ هذه المؤشرات بصمت ، وازداد الاعتقاد حتى عند الناس البسطاء ان دولة المكونات والمحاصصة ما هي الا ممر يؤدي الى عوالم النهب والفشل والتقسيم ، وان التمسك بمنطق المكونات لا يبني دولة بحدها الادنى ، حاليا يشكو الشيعة من التنافر بين احزابهم حتى فقدوا اغلبيتهم السياسية ، وفقدوا قدرتهم على بلورة رؤية موحدة لمواجهة الازمات ، كما يواجه السنة حالة الانقسام بين احزابهم وعجزها عن صياغة مواقف موحدة وشيوع الاتهامات بينهم ، اما الكرد فجميعهم يشكو من سيطرة طرف واحد مع اتهامات بالفساد والفشل الاداري ، كان واضحا منذ البداية ان تحويل المكونات الاجتماعية الى مكونات سياسية هو مشروع تمزيق وليس مشروع توحيد ، وستنشطر تلك المكونات من داخلها بسبب المصالح وغياب الروادع ، الغريب ان كل مكون فيه عدة احزاب ، ثم حدثت انشقاقات داخل الاحزاب ، واسباب الانشقاقات مازالت قائمة لذلك ستستمر ، وتجري بمتوالية هندسية فيصبح الحزب حزبين ، ويصبح الحزبان اربعة ، ويصبح الاربعة ستة عشر ، وهكذا ، حتى يأتي يوم تصبح فيه تلك المكونات عاجزة تماما عن الاتفاق حول ابسط الملفات ، ثم يتقدم التشرذم خطوة حتى تصبح الشراذم داخل كل مكون تعادي بعضها الى حد الاقتتال وقد حدث ذلك ! فاذا اراد المحتلون يوما تنفيذ خطة تقسيم العراق الى ثلاث دويلات حسب المكونات الثلاثة فسيفشل التقسيم لأن احزاب كل مكون ستتقاتل لأجل حصصها في الاقليم ، ولا يوجد حل الا بالانتقال من التقسيم الى التفتيت بتحويل كل محافظة الى اقطاعية سياسية لكي تكفي العدد الكبير من المتناحرين ! وستبدأ مشكلة رسم الحدود بين الاقطاعيات ، تليها مشاكل تتوالد من بعضها.

الحل الطبيعي والوحيد ان يشعر الوطنيون من كل المكونات بالخطر (وهم موجودون داخل كل مكون بل داخل كل حزب) ويشكلوا جماعة سياسية ترفض دولة المكونات ، وترفض المحاصصة ، وترفض مشروع التقسيم ، وتجعل المواطنة والانتماء الى العراق هو المعيار الوحيد لبناء الدولة ، ثم يخوضون الانتخابات بقائمة عراقية ذات برنامج واضح ، على ان لا يضموا في صفوفهم احدا ممن شارك في التجربة السابقة الا اذا كان بريئا من ملفات الفساد ، فان فازوا سيشكلون كتلة العراق الموحد في مجلس النواب ، كنواة صالحة ، وسوف تتوسع تلك الكتلة عندما ينضم اليها كل من قرر التوبة والعودة الى الوحدة الوطنية ممن لا توجد ضدهم ملفات فساد او ارهاب او فشل ، وقد يتمكنون من تشكيل الحكومة فيحصل تحول تأريخي اصلاحي وعملية انقاذ بلا اراقة دماء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك