د.علي الطويل||
في سابقة خطيرة أقدمت عصابة إرهابية على اغتيال العالم النووي الايراني محسن فخري زادة احد اوتاد البرنامج النووي الإيراني، في إحدى ضواحي طهران العاصمة الإيرانية، الردود الإيرانية التي أتت بعد الحادثة تحمل تصميما إيرانيا واضحا وإرادة قوية لمعاقبة الجناة مهما كان انتمائهم وجنسيتهم، والجمهورية الإسلامية من أكثر الدول في المنطقة تعرضا للعمليات الإرهابية، فعلى مدى السنوات الماضية فقدت الجمهورية الإسلامية العديد من الشخصيات التي لها ثقلها في الشأن الأمني أو العلمي بعمليات إرهابية نفذتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وعملائها من داخل إيران أو بالتعاون مع أجهزة استخبارات إقليمية مجاورة ، وكان آخرها اغتيال الشهيد سليماني في عملية غادرة قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية على الأرض العراقية واودت كذلك بحياة الشهيد أبو مهدي المهندس وعددا من رفاقهمها، وعادة ماتشير أصابع الاتهام إلى أمريكا وإسرائيل في هذه العمليات الغادرة وذلك لأسباب كثيرة منها:
أن إسرائيل وحليفتها أمريكا عجزنا عن مواجهة الجمهورية الإسلامية عسكريا بل وتتجنبان ذلك بشكل كبير وذلك لأنهما يدركان أن حرب ضد الجمهورية الإسلامية في ظل الأقدار البالستي الإيراني والتطور النوعي للطائرات المسيرة، والوسائل البحرية والاستعداد المعنوي للمواجهة قد يلحق أضرارا جسيمة بهما وبمصالحهما في المنطقة وبحلفائهما كذلك، هذا من جهة ومن جهة أخرى عجزت أمريكا وحلفائها من إيقاف إيران عن طموحاتها النووية عبر الحصار الخانق الذي مارسته ضدها منذ سنوات عديدة، إذ كيفت إيران نفسها في مواجهة هذا الحضر عبر زيادة الإنتاج المحلي والاعتماد على الذات، والاستمرار ببرامجها العسكرية والصناعية الدفاعية وبوتيرة أعلى ونجاح واضح في المستوى الكمي لهذا الإنتاج ونوعيته. ولذلك اتجه أعداء إيران إلى أسلوب الغدر المخابراتي عله يوقف التطور الإيراني أو يعطله برهةمن الزمن في أقل التقادير.
أن عملية اليوم سوف تعجل بالرد الإيراني المزلزل، وسوف يضاف إلى قرار (انتقام سخت) قوة أخرى، ولكن إيران القوية والمقتدرة والتي لاتترك ثارها بحسب وقائع التاريخ، فبالتاكيد هي نفسها إيران الحكمة في القضايا السياسية والدبلوماسية والتي ستقدر الوقت والظرف المناسب للرد وسيخضع ذلك لكل الحسابات، استراتيجيا، اقتصاديا عسكريا وسياسيا. ولكن بالتأكيد سيكون هناك رد من نوع آخر غير متوقع في حجمه وموقعه.
لقد حملت تصريحات القادة الإيرانيين إصرارا واضحا على معاقبة الجناة ومن يقف ورائهم، وحملت كذلك إشارات واضحة لإسرائيل وحلفائها في المنطقة، وهذه المرة سوف لن تغض إيران طرفها عن العملاء الإقليميين_ مهما كانوا _في حال ثبت تورطهم في هذه العملية. والساعات والايام المقبلة قد تحمل الكثير من المفاجئات وقد يصحوا العالم على متغيرات جديدة تحمل البصمات الإيرانية ليقف بعدها على أعتاب دولة الولاية ليستجدي الرضا والقبول بشروطها والاذعان لرغباتها وغير مؤكد بعدها أن تقبل إيران أن تتحدث معهم الا بلهجة جديدة وأسلوب آخر لم يعرفوه قبل ذلك. فأهل المشرق ما قبل الرد الحاسم غير أهل المشرق فيما بعده.
27/11/2020
https://telegram.me/buratha