قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com ||
بدءا ثمة كذبة كبيرة يروج لها محور اربيل واشنطن، وأتباعه في بغداد، مفادها أن قضاء سنجار هو احد المناطق المشمولة بالمادة 140، والتي يطلق عليها بخبث مقصود تسمية المناطق المتنازع عليها.
الحقيقة أن هذه التسمية تقع ضمن البروبوغاندا الكردية الأتفصالية، التي تصور أن ثمة أجزاء من أقليم بارزاني"محتلة" من قبل العراق، وهي لعبة متعددة الأغراض، أولها إبقاء جمر بؤر التوتر متقدا داخل العراق، يمكن إشعال إوارها متى ما يشاء اللاعب الأمريكي الصهيوني، وثانيها أن هذه المناطق تبقى بشكل أو بآخر ضمن فكرة الدولة الكردستانية الكبرى.
المادة 140 انتهى مفعولها منذ 13 عاما، وقضاء سنجار تقطنه غالبية آيزيدية، موجودة في المنطقة منذ زمن طويل، ربما قبل أن ينزح الأكراد الى شمال العراق، ومع الآيزيديين يتعايش بسلام وأمان عدد من العشائر العربية، وخلال الزمن الممتد من عام 1990 لغاية اليوم، نهج الساسة الأكراد مختلف السبل لتكريد هذه المنطقة، التي تتميز بطابعها السكاني الخاص بها.
الآيزيديين ليسوا اكرادا قطعا، وهم "ملة" دينية لها كينونتها وهويتها الخاصة بها، وإن كان كثير منهم يعرف التحدث باللغة الكردية، بحكم الجيرة والمصالح المشتركة، لكنهم ليسوا من الاكراد بالتأكيد، وليست اللغة الكردية لغتهم الأصلية، كما ان عاداتهم وتقاليدهم وبيئتهم، تختلف إختلافا جذريا عن مثيلاتها الكردية، وهذا أمر تؤكده الأبحاث الأنثربولوجية..مع الإشارة الى أن الأكراد ذاتهم، ما يزال موضع أصلهم وتاريخهم، مدار بحوث متشعبة؛ لم تستقر على رأي قاطع.
القصة لا تتعلق بإنتماء سنجار الى البيئة الكردية ابدا، بل يتعين علينا ان نفتش عن المصالح الأمريكية الصهيونية، لكي نفهم ما يدور في هذه البقعة المضطربة دوما!
سنجار كان للبيشمركة وجود في محيطها كأمر واقع منذ أن منعت قوات التحالف الدولي، الطاغية صدام عام 1991 من الإقتراب من خط العرض 32، لكن الييشمركة أخلوا مواقعهم عندما تقدم الدواعش نحو الموصل، واحتلوها في حزيران 2014، وتركوا سنجار وسكانها فريسة سهلة للدواعش الأشرار، الذين أرتكبوا فضائع كبيرة، ومجازر ضد الأيزيديين يندى لها جبين الأنسانية.
بالمكر الذي عرف عنه، سمح الطاغية مسعود بارزاني لحزب العمال الكردستاني bkk ، وهو منظمة أكراد تركيا المدعومة بارزانيا وأمريكيا وإسرائيليا، أن يكون لهم دور في عملية تحرير سنجار من الدواعش، لتتحول المنطقة الى منطلق لعمليات الـbkk ضد تركيا، ولتكون مفتاحا لتدخلات تركيا بالشأن العراقي الداخلي وهو امر مقصود طبعا، لأن طريق الحرير يمر من هنا!
مثلما عمل الأمريكان المستحيل، لتخريب اي إتفاق للعراق مع الصين يقع ضمن نطاق طريق الحرير، إذا اسقطوا حكومة عبد المهدي التي ابرمت الإتفاق، عبر حراك عورة تشرين، الذي توقف تماما بعدا ضمنت واشنطن وجود حكومة في بغداد، أضعف من أن تمضي في مشروع طريق الحرير، فكان أن أوقفت العمل في ميناء الفاو، بوابة طريق الحرير من جهة الجنوب..
إتفاقية سنجار كانت الخطوة الالية، الضامنة لقطع طريق الحرير، بإبرام الحكومة العراقية هذه الإتفاقية مع حكومة أقليم بارزاني، حيث تنص على إدارة الملف الأمني في القضاء، من قبل الحكومة العراقية بالتنسيق مع حكومة إقليم بارزاني، على أن تتولى محافظة نينوى الجانب الخدمي فيها، مع إعادة سكان القضاء، فضلا عن إبعاد القوات التابعة لحزب العمال الكردستاني، وكذلك الحشد الشعبي، الذي له لواء في القضاء متشكل من الآيزيديين الذين هم السكان الأصليين للقضاء..!
كلام قبل السلام: التنسيق مع اقليم بارزاني؛ يعني عمليا أن يصبح قضاء سنجار، تحت سيطرة قوات الحزب الديمقراطي الكرستاني(حزب الطاغية مسعود بارزاني)..وهذه ضمانة ما بعدها ضمانة، أن لا طريق حرير سيمر عبر سنجار ولاهم يحزنون..!
سلام..
https://telegram.me/buratha