قاسم العجرش qasim_200@yahoo.co,||
ما يزال كثير من الساسة الإسلامويين، والعراقيين منهم على وجه الخصوص، يسعون بلذة وحبور الى الظهور الفارغ في القنوات الفضائية، ويتعاظم شبقهم الى الظهور أذا كان طابع تلك الفضائيات علماني، بل وحتى بعثي..أما اذا كان الظهور في قناة كالشرقية أو دجلة، فتلك قمة الإنتعاض..الأنتعاض هو قمة النشوة الجنسية..!
يتوهم هذا الرهط أو يوهمون أنفسهم؛ أن هذا الظهور يمثل إنتصارا للمباديء التي يعتنقونها، بل ويذهبون الى تصور يتخيلونه واقع، أن مجرد ظهورهم في تلك الفضائيات، سيسقط بالضربة القاضية الفنية القوى المناوئة!
بعضهم وربما جلهم حينما يظهر في الفضائيات إياها، يتصرف كأحد أدعياء اليسار والليبرالية الجديدة، فيما انتحل كثير منهم صفة مستحدثة، أسموها "الإسلاميين الديمقراطيين"!
لهؤلاء الساسة "الإسلامويين" أو بالأصح "المتأسلمين"، ليس عندي ما أقوله لهم غير المثل العربي القديم "انج سعد فقد هلك سعيد"..
هؤلاء "المتأسلمين" ونتيجة لمسلكهم الذي لا ينطبق مع الإسلام، صاروا عبئا عليه!، بل هم بالحقيقة سلاح مجاني بيد مناويْ الإسلام، وزد إنهم غدوا من حيث لا يعلمون، أدوات سلبية لخفض مستوى التدين في المجتمع العراقي، وليس لرفع مستواه، كما هو مأمول من رجل أسودت جبهته من أثر السجود!
إذا سلمنا أنهم لا يعلمون؛ وسدروا فيما هم فيه يعمهون من غي، فإن الدور سيأتيهم، بعد أن يستنفذ الغرض منهم، في تقويض خطوط الدفاع الإسلامي الأولى..
لأنهم مثال سيء يستنكر الفرد العراقي أن يقتدي به، وصل الحال بكثير من شبابنا، ونتيجة للمقارنة التي لا تنفك مها جيوش الفيسبوك، أن يترحمون على صدا، مع أن كثير منهم لم يعش في عهد صدام، أو كان صغيرا يأكل الخبز الأسمر المخلوط بالتراب، فيما كان ابوه جنديا في "أم المعارك"، يحث خطى الهزيمة من المطلاع في الكويت، الى بغداد مشيا على الأقدام.
أما إذا كان هؤلاء الخاوين من عقيدة يعلمون، فهم بالحقيقة شركاء من الدرجة الأولى، فيما يتعرض له الإسلام في بلدنا من ثلم.
من ملاحظة خطابهم وطريقة ظهورهم، فإن جل ما يركزون عليه؛ هو محاولة إتقان اللغة، والظهور بمظهر هاديء بعيد عن الانفعال، وهي المقدمة الأولى للتنازل في معركة القيم، التي يفترض أن يكونوا في خطوطها الأولى، إن صح إنتمائهم للحركة الإسلامية النهضوية، لكنهم واصلوا مسلسل التنازلات!
كلما قدموا تنازلا ، طولبوا بتنازل جديد، ويوما بعد يوم؛ تحولوا الى هراوات بيد أعدائهم من حيث لا يعلمون!..وحينما يأتي اليوم الذي سيعلمون فيه أنهم يحرثون واد غير ذي زرع، سيندمون، وسيندمون حينها ولات ساعة مندم، وسيقولون:"أكلت يوم أكل الثور الأبيض"!...
إن معركة القيم التي تجري غمارها هنا ليست درساً نظرياً، ولا وسيلة إيضاح في مدرسة إبتدائية، إنها بالحقيقة معركة عسكرية فعلية بالذخيرة الحية.
إذا كان على الساسة المتأسلمين أن يفهموا ـ إن كانوا يريدون الفهم ـ إن التيار الليبرالي الذي يمسك بالاعلام العراقي منذ 2003، ليست قضيته "أسلوب إدارة مؤسسة ما".. ولا شعارات المواطنة والتسامح والمساواة وعدم الاقصاء، فهذا التيار باختصار "عصابة" لديها مشروع واضح المعالم، هدفه هتك البنية الأخلاقية للمجتمع العراقي؛ بحملات إعلامية مكثفة منظمة، لم تتوقف عجلاتها عن الدوران، تستهدف دهس وإهانة كل ما يمت الى الدين بصلة.
ديدنهم التشكيك بدور المرجعيات الدينية؛ ورجال الدين و"العمائم وأهلها"، والنيل من النشاطات الجماهيرية الكبرى كالفعاليات الحسينية وزيارات المراقد المقدسة، والتوهين والحط من الروابط ـ والمواكب ومجالس الوعظ والإرشاد، وتخطئة الفتاوى الشرعية، والتشكيك بالجمعيات الاسلامية، وحتى أسماء أبنائنا وبناتنا، فزينب صارت سالي ومريم غدت ريتا ومحمد أصبح ميمي!
كلام قبل السلام: في كل هذا نجد السياسي الإسلاموي، منتشيا نافشا ريشه كطاووس في قناة الشرقية، اتحدث عن سياسي بعينه، كنموذج شائع مائع لأمثاله!
سلام..
https://telegram.me/buratha