المقالات

قف قليلاً من فضلك..العذاب الصامت

1409 2020-11-23

 

سرى العبيدي* ||

 

·        سجن بدون جدران.. كيف تم قتل 100000 جندي أمريكي في كوريا بدون إطلاق رصاصة واحدة..

 

بعد انتهاء الحرب الكورية، قام الجنرال وليام ماير المحلل النفسي في الجيش الأمريكي بدراسة واحدة من أعقد قضايا تاريخ الحروب في العالم،

فقد تم أسر وسجن حوالي ألف جندي أميركي في تلك الحرب، وتم وضعهم داخل مخيم تتوفر فيه كل مزايا السجون من حيث المواصفات الدولية.

هذا السجن لم يكن محصورا بسور عال كبقية السجون بل كان يمكن للسجناء محاولة الهروب منه إلى حد ما، والأكل والشرب والخدمات متوفرة بكثرة، وبدون تعذيب جسدى.. ولكن التقارير كانت تشير إلى عدد وفيات في هذا السجن أكثر من غيره من السجون، هذه الوفيات لم تكن نتيجة محاولة الفرار من السجن بل كانت ناتجة عن موت طبيعي!! الكثير منهم كانوا ينامون ليلا ويطلع الصباح وقد توفوا !!

رغم أن علاقتهم ببعضهم كانت علاقة صداقة مع اختلاف درجاتهم ورتبهم العسكرية وحتى علاقتهم بسجانيهم كانت علاقة ودية!

لقد تمت دراسة هذه الظاهرة لعدة سنوات وقد استطاع ماير ان يحصل على بعض المعلومات والاستنتاجات من خلال هذه الدراسة:

1. كانت الرسائل والأخبار السيئة فقط هي التي يتم اِيصالها إلى مسامع السجناء، أما الأخبار الجيدة فقد كان يتم إخفاؤها عنهم.

2. كانوا يأمرون السجناء بأن يحكوا على الملأ إحدى ذكرياتهم السيئة حول خيانتهم أو خذلانهم لأحد أصدقائهم أو معارفهم.

3. كل من يتجسس على زملائه في السجن يعطى مكافأة كسيجارة مثلا، والطريف أنه لم يتم معاقبة من خالف الضوابط وتم العلم بمخالفته عن طريق وشاية زميله في السجن وهذا شجع جميع السجناء للتجسس على زملائهم لأنهم لم يشعروا بتأنيب لضميرهم نتيجة تجسسهم.

وهكذا اعتاد جميع السجناء على التجسس على زملائهم والذي لم يكن يشكل خطرا على أحد.

لقد كشفت التحقيقات أن هذه التقنيات الثلاثة كانت السبب في تحطم نفسيات هؤلاء الجنود إلى حد الوفاة:

1. الأخبار المنتقاة (السيئة فقط) كانوا يفقدون الأمل بالنجاة والتحرر.

2. حكايتهم لذكرياتهم كالخيانة أو التقصير أمام الملأ والعموم ذهبت باحترامهم لأنفسهم واحترام من حولهم لهم.

3. تجسسهم على زملائهم قضى على عزة النفس لديهم ورأوا أنفسهم بأنهم حقراء وعملاء.

وكانت هذه العوامل الثلاثة كفيلة بالقضاء على الرغبة في الحياة ووصول الإنسان لحالة الموت الصامت.

·        إضافة ضرورية على المقال..!

 

النتيجة: إن كنا اليوم لا نسمع سوى الأخبار السيئة، وكنا لا نفكر بعزة أنفسنا، وإن كنا نحاول أن نسقط بعضنا البعض فنحن نعيش حالة "العذاب الصامت".

في هذه الأيام يسعى العدو لاختيار أسوأ الأخبار لإيصالها إلى أسماعنا ونحن نتقبلها دون وعي..

فالأسعار مرتفعة، البطالة في ازدياد، مراكب الموت في البحر، مدرسة في المكان الفلاني احترقت، مجموعة من المواطنين قتلوا في الحادث الفلاني، ..

وهل فكرنا في عزة أنفسنا؟!

العدو يلقننا أن:

العرب/ المسلمون لا يستحقون شيئا..

العرب/المسلمون لا قيمة لهم..

العرب/المسلمون أغبياء..

العرب/المسلمون لا يستطيعون التطور أو التقدم..

العرب/المسلمون لا ذوق لديهم..

وهكذا..

ونحن نلاحظ كيف أننا أحيانا بداع وبدون داع نشتم أنفسنا ونستمتع بذلك..

أشعلوا فينا حس المناطقية بحيث يسخر كل منا بالآخر وفي الواقع الجميع يسخر من العرب وبلادهم ككل.. ومع هذا لم نلتفت إلى هذه المؤامرات التي تشعرنا بأننا صرنا كسجناء بدون سجن..

·        لذلك ينبغي علينا:

1. أن لا نستمع إلى الأخبار السيئة فقط ولا إلى أرجافات المرجفين وتهويلاتهم، بل ينبغي أن نمنح أنفسنا ومن حولنا الأمل بالقادم الأفضل

2. أن نحترم من حولنا رغم اختلافنا ونتوحد ضد الأعداء

3. ان نمتلك العزة والطاقة الإيجابية لا السلبية بالأمل بالله سبحانه والثقة به وبنصره..

هكذا سنحطم السجن الذي أراد الأعداء أن يصنعوه بواسطة إعلامهم داخلنا ويعذبونا فيه..

 

بالارتباط بالله والتوكل عليه يخيب الشيطان وحزبه..أن الذين يخرجون عل شاشات التلفاز من المسؤولين وسياسيب الصدفة يقصدون ويتقصدون في نشر الفساد وهذه غايتهم بتحطيم النفس البشرية، من منهم قال كلمة حق على رئيس كتلته أو واحد من حزبه؟!

ترقبهم كلما  سأله السائل تجده يتهرب من ذكر من هو الحرامي بل لايستطيع ذكر أسمه.

قتلة  العصر هؤلاء هم الذين يوميا يخرجون عل القنوات الفضائي’..وهم أشبه بالكوريين بقتل العراق وهو حي..!

 

*ترجمة وبحث ومتابعه عن برافدا الروسية

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك