السيد محمد الطالقاني||
اختصَّ الله عزَّ وجل النَّوع الإنساني من بين خلقه بأنْ كرَّمه وفضَّلَه وشرَّفه، فللإنسان شأنٌ ليس لسائر المخلوقات؛ فقد خلَقَه البارئُ تعالى بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته؛ إكرامًا واحترامًا، وإظهارًا لفضله، واتَّخذ سبحانه من هذا الإنسانِ الخليلَ والكليمَ، والولِيَّ والخواصَّ والأحبار، وجعله مَعْدِنَ أسراره، ومَحلَّ حكمته، وموضِعَ مثوبته.
ولكن العجب ان الانسان يحاول ان يفقد كرامته بالدعس عليها من اجل مصالح تافهة او ارضاء للناس.
ومن هولاء الذين فقدوا كرامتهم بسبب دنيا هرون, وزير خارجية عراقي يقول : نرغب الاستفادة من تجربة السعودية في مكافحة الارهاب.
الا تعلم ايها الوزير....ان كل التقارير الدولية تؤكد ان النظام السعودي كان منذ أواخر السبعينات إلى الآن المصدر الرئيسي للإرهاب وانتشار الفكر الوهابي, مع قيامه بدفع الاموال الباهظة في هذا السبيل.
الا تعلم ايها الوزير..... ان للسعودية تاريخ أسود ليس فقط في دعم الإرهاب، بل في تنشئته والتأطير النظري لأيديولوجيا التنظيمات الإرهابية .
وحتى الاستكبار العالمي يصرح بذلك , فالسناتور الجمهوري راند بول يؤكد ان السعودية هي راعية للإرهاب، وإن "الإرهاب موجود في العالم لأن السعوديين يمولونه".
ايها الوزير.... لقد بذلت السعودية الاموال الهائلة من اجل تاجبيج الفتنة الطائفية في العراق, من خلال اغراء اصحاب المنصات من علماء وقادة احزاب سنية, واستطاعت بهذه المنصات التمهيد لدخول الدواعش الى الاراضي العراقية, واثارة الفوضى في البلاد من خلال المفخخات التي طالت ابناء شعبنا في كل مكان من العراق , حتى امتلات السجون العراقية بابناء الوهابية مابين ذباح ومغتصب وقاتل وحاقد .
باعجبا كل العجب …. ايها الوزير الاولى بك كعراقي ان صدقت عليك هذه التسمية, ان تعيد البسمة الى شفاه اليتامى والثواكل الذين فقدوا رجالهم بسبب الارهاب السعودي وذلك من خلال المطالبة باعدام مجرميهم القابعون في سجون العراق من قادة وازلام الدواعش.
كيف تريد ان تتعلم مكافحة الارهاب من راعي الارهاب؟
الا تعلم ايها الوزير..... ان فاقد الشيء لايعطيه.
ايها الوزير...نحن امة نختلف عن بقية الامم ,نحن الذين صنعنا ملحمة الاربعينية التي حيرت العقول واذهلت العدو قبل الصديق.
ونحن امة المرجعية الدينية التي قضت على على اكبر قوة استعمارية غازية ومحتلة في العصر الحديث وهم الدواعش.
اعلم ايها الوزير..... اننا امة تعلمنا الشجاعة من امير المؤمنين علي عليه السلام, وتعلمنا الصبر من الحسن المجتبى عليه السلام, وتعلمنا الكرامة من سيد الشهداء عليه السلام , وتعلمنا الاباء من ابي الفضل العباس عليه السلام.
اعلم ايها الوزير....ان فتوى مرجعيتنا لازالت قائمة, واننا لن نبيع العراق, ولن نستعبد من اية دولة كانت, ولن نخضع لاي ارادة خارجية,فاحذروا الحليم اذا غضب.