المقالات

العقد الإجتماعي والتعقيد السياسي

1166 2020-11-16

 

واثق الجابري||

 

عندما تكون لدى الشعوب رغبة في تأسيس نظام سياسي، قادرعلى  ممارسة خصائص الأشياء وقوانين ينتفع منها، فأنها ستنجح لا في تفسيرها أو تحديد أهدافها فحسب، بل في تغيرها  وإختيار ما هو أنسب من الأفعال، لتطبيق كل القوانين والاستفادة من خصائصه، ودون شك فذلك سينتج دولة  مُهابة وحقه سيصان.

عُدت الديموقراطية واحدة من أهم نظم الحكم التي تعطي السلطة بيد الشعب، وهو مصدرها وسلم الوصول لتحقيق القوانين التي تضمن العدالة الإجتماعية، بحكم الشعب لتحقيق أهدافه؛ إلاّ أن المخاضات وإلتقاطعات السياسية، جعلت أحيانا الشعب جزءا من الصراع أو أداة تصفية حسابات لا يجني منها سوى التأثير على الواقع، ويدفع ثمنه كسوء في الخدمة وتراجع الاقتصاد وزيادة معدلات الفقر والإنقسام المجتمعي حول الأهداف.

أفرزت معظم الأطروحات السياسية والاعلامية،  دعوات للمشاركة الشعبية في القرار، لكنها كانت دعوات دون تنظيم،  وبفعل استند على ممارسات حزبية حاكرة للمؤسسة والقرار، ولم تُدرك أن التنازع يبدأ من دعوات التضليل لمنع المشاركة الإنتخابي، وبذلك يُعزل جزء كبير من الجمهور عن مسؤولية المشاركة في إختيار  شخوص ممثليهم، ومن ثم دعوة نفس الجمهور للتمرد لكون هؤلاء لم يكونوا من إختيارهم، ومن ثم التنازع بين القوى السياسية على رئاسة الوزراء، وخلاف كبير بيت ما تحتاجه الدولة وما يتم الاتفاق عليه.

تتحدث أغلب الاصوات عن عجز رئيس مجلس الوزراء أمام القوى السياسية، وبدل أن يكون التفكير ببناء الدولة؛ صرنا نبحث عن إعادة هيبتها، وهي نتيجة طبيعية لحملة التراكمات، وتراجع الإختيار إلى الأضعف، وتتجاذب السياسة  قوى تجعل القرار صعب إتخاذ المناسب منه، وأن كان ربما سيستحيل تطبيقه، وحتى الإنتخابات صارت لا تفضي إلى إختيار من يناسب المرحلة.

إن نجاح الإنتخابات يعني نجاح الشعب في إختيار من يمثله، ممن له القدرة على إعادة هيبة الدولة، ولا تعتبر ناجحة ومقبول بعدد المشاركين فحسب، رغم أن ذلك أكثر تمثيلاً للشعب، بل الاختيار الذي يلزم القوى السياسية بالانصياع لقوى أوجد الشعب ركيزتها، على أن يكون للقانون دولة قادرة على تطبيقه، وإستثمار العقد الإجتماعي بصيغ توائم المتغيرات.

القوى السياسية ليست فقط هي المسؤولة عن نجاح العملية السياسية المستقبلية، بل الشرائح الإجتماعية مسؤولة أولاً على اختيار من يمثلها، وهي القادرة على إزاحة هذا وتعزيز دور ذلك، تبعاً لطبيعة التعاطي السياسي مع مجمل القضايا، شريطة أن لا يخضع الشعب لما تضخه وسائل إعلامية؛ سعت بمختلف أدواتها لإفشال العملية السياسية برمتها، ومنها المشاركة الانتخابية دون تنظيم أو دعوات العزوف عن الإنتخابات بذريعة التزوير وعدم الثقة بالعمل السياسي، أو أن الاعتراض على السلطات شعبي لا سياسي، وبذلك تغيب الإدراك أن الخلل يبدأ  بعد الانتهاء من الإنتخابات والنزاع على رئاسة الوزراء، وفرق كبير بين ما تحتاجه الدولة وما يتم إختيار، فما بالك في قلة مشاركة لا تمنح لقوة قادرة على إدارة الدولة أو خاضعة لقوى السياسية.. أو ما بالك في اعتراض شعبي لم يترجم إلى عمل سياسي، ولكن بالإنطلاق من الواقع  وإعادة النظر بالعقد الإجتماعي، الذي يمثل جزءه الأكبر شعب يبحث عن مصلحة عامة، ويمكن تحقيقها بالتقارب مع القوى التي تدعم توجهات الشباب، وإلاّ ستكون نتائج الإنتخابات؛ لقوى متقاطعة الأفكار ورئاسة وزراء ضعيفة، وشعب لا يجد لأهداف تطبيقاً، والعقد  الإجتماعي شديد التعقيد، ولا تستطيع السلطات تأدية أدواتها، ولا الشعب أهدافه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك