زيد الحسن ||
( الموضوع فيه إنّ ) درج العرب من المشرق الى المغرب على استعمال هذه الجملة كلما تعلق الامر بموضوع فيه شك او خلاف او سوء نية ، يقال ان اصل العبارة يرجع الى مدينة حلب والى امير فطن اسمه علي بن منقذ ، كان تابعاً للملك محمود بن مرداس ، و وقع بينهما خلاف ، فطن الامير الى ان الملك يدبر لقتله ، ففر من حلب الى دمشق ، استدعى الملك كاتبه وامره بكتابة رسالة الى الامير علي بن منقذ يطمئنه و يدعوه للعودة الى حلب ، شعر الكاتب ان الملك ينوي الغدر بالامير فختم الرسالة بعبارة ( إنَّ ) شاء الله تعالى بتشديد النون ، لما قرأ الامير الرسالة وقف متعجباً عند ذلك الخطأ في نهايتها فهو يعرف حذاقة الكاتب و مهارته ، لكنه ادرك فوراً ان الكاتب يحذره من شيء ما حين شدد تلك النون ، ولم يلبث ان فطن الى قوله تعالى ؛ ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك ، فما كان من الامير الا ان بعث رد يشكر الملك افضاله على فائق ثقته به ، وختمها بعبارة ( أنّا الخادم المقر بالإنعام ، بتشديد النون ، ايضاً قرأها الكاتب وادرك ان الامير يبلغه انه قد تنبه الى تحذيره المبطن .
السياسة في العراق فيها من ( إنّ ) مشددة الكثير الكثير في كل اروقتها بل منذ تأسيس البرلمان الى يومنا هذا ، وضعت الاف ( إنّ ) في قرارات ما انزل الله بها من سلطان ، فلنتحدث عن اواخر هذه الشكوك التي تحتاج الى إنّ من الوزن الثقيل .
التظاهرات في قيامها فيها ( إنّ ) وفي انحراف مسارها و توجهها ايضاً ( إنّ ) ومن الوزن الثقيل ، واخرى في طريقة اخمادها وانتهاء شعلتها بعد هذا الكم الهائل من الدماء .
تأخير رواتب المتقاعدين والموظفين وجعل الشارع يعيش حالة من القلق مع تصريحات متناقضة من رجالات القرار بشأن الرواتب ايضاً فيها ( إنّ ) مشددة التشديد كله .
الغاء كل الاتفاقيات بعد عقدها مع جميع الدول باستثناء الاتفاقية الامريكية فيها ( إنّ ) من نوع خاص عطره عمالة وخيانة ، عقد اتفاقيات عربية غير مفهومة ولا تنفع الصالح العام ايضاً فيها ( إنّ ) كبيرة .
طريقة التعامل مع اقليم كردستان وفق طريقة المد والجزر ايضاً لها ( إن ) ، الاصرار على غلق المصانع والمعامل والاعتماد على الاستيراد ، استيراد سيارات ذات مواصفات رديئة و وووو والافعال كثيرة من هذا النمط ايضاً تحتاج الى وقفة مع ( إنّ ) .
لن اكون قد ظلمتهم لو قلت كل السياسة في العراق فيها إنّ فلقد اصبح السياسي في العراق تاجراً في القمة ومن اصحاب الاموال والعقارات داخل وخارج البلاد ، والمواطن الى الهاوية وهذه الـ ( إنَّ ) صغيرة جداً ، فهل ياترى هؤلاء الذين اوصلوا العراق الى الهاوية هم ذاك الملك ، ولم يجدوا في العراق اميراً او رجلاً واحداً يكشف تلك الكلمة ذات الحرفين ، ( اننا ) لفي شك كبير .
https://telegram.me/buratha