سعد الزبيدي||
أشقى الأشقياء حكيم بين مجانين ومثقف بين جهلة وقائد شجاع بلا جيش وسيف بتار بيد جبان وصادق بين منافقين وكريم بين بخلاء ورشيد بين سفهاء وشريف بين سفلة وقلم يكتب في مجتمع أمي.
يراسلني البعض يسأل عن عزوفي عن الكتابة؟!!!
واتذرع بحجج واهية فمرة ضغوطات نفسية واجتماعية واقتصادية ومرات اتذرع بتدهور حالتي الصحية والحقيقة قد تكون غير ذلك.
نعم الحقيقة أنا أجد نفسي ككثير من السابقين الذين جمعوا نتاجهم وأحرقوه لأنهم أيقنوا أن لا جدوى من عنائهم فهم يكابدون ويسهرون ويعانون ويتألمون ويؤرقهم ما يدور حولهم ويقدمون الحلول بعد أن شخصوا اسباب كل معضلة وهم كالشمعة التي تذوب من أجل أن تنير طريق الٱخرين.ولكن عندما يشعرون بأن جهدهم ذهب هباء منثورا ونفد صبرهم وانهارت آمالهم وفقدوا السيطرة على أعصابهم بعد أن تأكدوا أنهم في واد والٱخرين في وادي. ساعتها يقررون أن يحزموا أمتعتهم ويرتحلوا بعيدا كي يلوذوا بالصمت.
هكذا أتخيل الأنبياء والرسل وكل المصلحين لولا دعم السماء لهم لولوا هاربين فقد بحت أصواتهم كي يهدوا أقوامهم إلى سبيل الرشاد ولكن دون جدوى.
العزلة والوحدة قد تكون ٱخر السبل كي تعيش براحة وطمأنينة وراحة بال كثيرا ما أنظر إلى قمم الجبال الشاهقات وأتخيل نفسي أكون هناك أشرف على الكون وأنا أعانق الغيوم قريبا من الله بعيدا عن الضوضاء أكتب كلماتي على الصخور وأنا مدرك أن لا أحد سيقرأها ولكني أصر على أن أترك بصمتي هناك.
مازال الضمير الذي يغط في نوم عميق لدى الكثير يسرق النوم من عيوني مازال التفكير في ٱلام الٱخرين يجعلني أسبح ضد التيار وأقف بوجه الباطل لأصرخ ولو في صمت... كفى...
https://telegram.me/buratha