حيدر الموسوي* ||
كنت أعمل مقدم برنامج إذاعي سياسي اسبوعي في راديو المستقبل التابع لإياد علاوي آنذاك بعد التغيير وكذلك اكتب بعض المقالات لصحيفة المستقبل وبغداد التابعتين له وتحت اسم حركة الوفاق التي يتزعمها علاوي
احترمت الرجل كثيرا عندما استقال من الحركة بعد تصويت جميع القوى السياسية له بمنصب رئاسة الوزراء طبعا مع القرار الامريكي وبالأخص السي اي اي والخارجية اللتان تدعمان اياد علاوي بشكل معلن وهي تناقض رؤية البنتاغون التي تدعم الراحل احمد الجلبي رحمه الله. تاريخ اياد علاوي في المعارضة كان مهم وينحدر من أسرة قدمت تضحيات كبيرة تنفسنا الصعداء بان الرجل كان يمثل الخط الليبرالي في قيادة الدولة مع احترام الأديان والمرجعية ونضال حركات الاسلام السياسي وتضحياتها ..
وفِي اول لقاء قال " لا تطلبوا مني ولا اريد طلبات تعيين انا اليوم رئيس وزراء العراق وامتثل لمبدأ تكافؤ الفرص وتحقيق العدالة الانتقالية والديمقراطية وحرية الرأي كان يتمتع بقوة شخصية..
ذهب في اليوم الاول الى منطقتي البتاويين والفضل بنفسه وجمع العصابات وألقاهم في السجن أعاد تشكيل مديرية مكافحة الاجرام لبسط الأمن الداخلي
صدم عندما قاموا بخطف عمه وعائلته من قبل مهدي الصميدعي الذي كان في وقتها معارض للعملية السياسة ويقود مجموعة سلفية في منطقة اليرموك وجامع ام الطبول .. من اجل مساومة علاوي وتقديم استقالته .. قام علاوي بعملية محكمة لتحرير عمه والقاء القبض على مهدي الصميدعي بعد فترة لوضعه في السجن.
اتذكر كان صديق لي اسمه خلدون وهو صميدعي قبل معركة الفلوجة بأيام قام بنصحي ان اترك العمل في المؤسسة الاعلامية التابعة لعلاوي الذين قاموا بتسميته ( اياد حسين وليس علاوي ) بغضا بالإمام الحسين
قلت له وان لم اترك العمل ؟ قال تنتهي صداقتنا !!! وبالفعل انتهت بعد مقتله لاحقا في عملية زرع عبوات ناسفة للجيش العراقي ؟
اندلعت معركة الفلوجة الاولى ضد علاوي قال لهم اما تدخلون العملية السياسية واهلا بكم اما اذا بقيتم مع مشروع بن لادن سأطاردكم من غرفة الى اخرى
بدأت موجة الاغتيالات لمن يعمل مع علاوي، ارسلوا مفخخة لشارع الزيتون تحديا لهم وتعرفون بقية القصة بعد معركة الفلوجة والنجف
استشعرنا بعد فترة ان علاوي بدأ يغالي كثيرا في دفاعه عن حقوق البعثيين بدأت الانسحابات شيئا فشيئا منه خاصة النواب الشيعة كالمرحوم مهدي الحافظ والسيدة صفية السهيل واخرين.
صباح احد الأيام صدرت صحيفة بغداد وكانت الافتتاحية بقلم علي السوداني وهو ينتقد اداء رئيس الوزراء علاوي بخشونة ابتسمنا ونحن نقرأ ونقول حمدا لله لدينا ديمقراطية ، لكن سرعان ما جائت النتيجة مغايرة بقدوم علاوي مسرعا مع الحماية واقتحام الصحيفة واذا هو منفعل ويقوم بضرب الكاتب راشدي ويقول له انت تشغتل عندي وتهاجمني بصحيفتي .. اطلع برة .. والجميع. بدا مذعورا من دكتاتورية الرجل ..
حينها ادركت ان علاوي لايمكن له مغادرة سلوك البعث في التعامل مع الاخرين .. فتركت العمل والتوجه الى رحلة اخرى.
بوش قال ان علاوي قائد عظيم ورجل مرحلة وقاموا بدعمه لكن استشعروا بان وضعه كرئيس حكومة مرة اخرى سيفقد مقبوليتهم عند الشيعة بنصيحة من الجلبي ومن طالباني وان الاوان بعد فوز قائمة التحالف الوطني ان يتم تسليم رئاسة الحكم لهم خاصة بعد العداء الكبير الذي خلفته سياسات علاوي مع هيئة علماء المسلمين التي كانت تمثل السنة والتيار الصدري من جهة اخرى بعد معركة النجف ،،
في داخل التحالف الوطني اقترح اسمي الجعفري والجلبي للتنافس على منصب رئاسة الوزراء
ففاز الجلبي بالتصويت الداخلي لكن حزب الدعوة اعترض وذهبوا الى المرجعية لإظهار الجلبي بانه علماني وامور اخرى لتنحيته..عرف الجلبي بالأمر واتصل بهم وقال لهم رئاسة الوزراء لكم لا أريدها فاسندوا اليه منصب نائب رئيس الوزراء كجبر خواطر
*مركز القرار السياسي
https://telegram.me/buratha