المقالات

التفاوض..بين عريقات وعلي بن ابي طالب

1178 2020-11-12

 

عباس عبود سالم ||

 

عندما كان يمر علينا اسم صائب عريقات كنا نعتقد انه مجرد دمية من دمى النظام العالمي الجديد له دور ووظيفة تحددها الدوائر الصهيونية ..والامريكية

لكن الحقيقة خلاف ذلك.....

لان عريقات (استاذ العلوم السياسية) قامة اكاديمية عربية قل نظيرها فهو المثابر الذكي الذي  مزج  المعرفة والثقافة مع مهارة العمل الاداري الامر الذي جعله مؤهلا ليتصدى الى اصعب واعقد مهمة ويصبح كبير المفاوضين الفلسطينين امام اسرائيل.

وتبين لاحقا ان (عريقات) كان يستلهم قوته في مواجهة الوفود الاسرائيلية المفاوضة من علي بن الي طالب (ع) وانه حرص كل الحرص على مطالعة تراث الامام ورسائله ومفاوضاته الشاقة مع خصومه التي يعتبرها عريقات من اهم ما موجود ضمن الموروث العالمي لفن التفاوض.

ومن يطالع كتاب الراحل صائب عريقات (عناصر التفاوض بين علي وروجر فيشر) سيشعر بالخجل لانه لم يمنح نفسه الوقت الكافي لانصاف رجل بوزن #صائب_عريقات الذي يقول في مقدمة كتابه عن علي بن ابي طالب "انه امير المؤمنين سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه لقد لجأت اليه والى اقواله وخطاباته ورسائله في كل يوم من ايام المفاوضات على اختلاف انواعها وتعددها"

ثم يقول عريقات في مقدمة كتابه عن احساسه بعلي بن ابي طالب "كان معي في كل خطوة من خطواتي وكل لحظة من لحظاتي كان يقف مابين عقلي ولساني كان جسري في التواصل والتفاوض في الاخذ والعطاء"

"كان قوتي وعزي وعلمي وفخري وصبري ونضالي ومقاومتي واستمراري وبقائي والهادي والممسك بيدي حتى القدس الشريف"

ويذكر عريقات في كتابه ان علي بن ابي طالب اسس نظرية (الحق والدولة) قبل (توماس هوبز) بمئات السنين كما تناول (الواقعية السياسية) قبل (نقولا ميكافيلي) صاحب كتاب (الامير) ومبادي ومعايير الخير والفضيلة تناولها علي ع قبل يوتوبيا توماس مور وقبل المدينة الفاضلة للفارابي

هنا نسأل انفسنا......

كم شخص منا حاول الخوض بالتراث السياسي والاداري للامام علي بن ابي طالب وكم نائب في البرلمان ممن يدعون انهم اتباع علي(ع) يعرفون كيفية استثمار هذا التراث.

وهل تمكنت نخبنا العلمانية من توظيف التراث الاسلامي لاسيما تراث علي بن ابي طالب ع والاستفادة منه كمخرجات واقعية كما فعل العلماني الفلسطنيني عريقات؟

وهل استفادت الاحزاب السياسية  الاسلامية ورجالها ومثقفوها من تراث امير المؤمنين وكم حولت منه الى مخرجات حقيقية واقعية في عملها اليومي او تنظيراتها مثلما فعل صائب عريقات الذي اكثرنا كان يعتقد ويردد بانه مجرد (عميل) لا اكثر ..

رحم الله عريقات المناضل والاكاديمي والباحث والانسان

ورحمنا الله باصلاح حال نخبنا وقادتنا ونوابنا ومثقفينا

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك