المقالات

امريكا ما بعد ترامب...


 

عبد الحسين الظالمي ||

 

اتسمت سياسة ترامب طيلة الاربع سنوات التي قضاها في البيت الابيض داخليا وخارجيا  بما يسمى سياسة خلق الازمات  ورفع سقف التوتر.

عاشت امريكا اربع سنوات ومعها العالم اجمع تحت وطئة السياسية الامريكية التي اتسمت بالعنصرية على المستوى الداخلي وبالتشنج والتهديد والفوضى على المستوى الخارجي

والذي وصل في بعض مراحلة الى حافة الحرب المدمرة هنا او هناك وخصوصا في منطقة الخليج والشرق الاوسط  ناهيك عن الصين وكوريا 

وتشنج العلاقات الروسية الامريكية خصوصا في سوريا والبحر المتوسط  اما على المستوى الاقتصادي فلا يختلف الوضع عن الوضع السياسي والفارق ان الداخل الامريكي قد وجد شىء من التغير في هذا الملف وخصوصا بعد حلب ترامب لبعض من دول الخليج  وحصول امريكا على اموال تسيل لها اللعاب ولكن النفس العنصري قد احرق هذا التقدم  .

الصراع بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي

يعتمد على هذه الملفات وهو محور اللعبة الديمقراطية في الو لايات المتحدة الامريكية

رغم ان امريكا يحكمها دستور قوي ومحمي

ومؤسسات  ثابته  ولكن يبقى الاخفاق  والتراجع في بعض الملفات هو الذي  يلعب دوره في  الصراع الانتخابي  لذلك نرى لاول مره  خروج بعض الولايات من يد الجمهورين وتحولها الى الديمقراطين  بفعل السياسة  العنصرية الاترامبيه  ضد السود وضد المسلمين في امريكا

وبما ان الصراع في امريكا صراع  على الادارة  ومن سوف يحكم  في البيت الابيض  اذا  الذي سوف يحكم سوف يراعي هذه  الملفات لان البعض منها اثبت قدرته على تغير مسار الطريق نحو البيت الابيض لذلك على الرئيس الجديد وحزبه ان يحسبوا حساب ذلك لضمان البقاء الثمان سنوات  في  البيت البيضوي ، ومن هنا اوضح بايدن  في خطاب الفوز عن اول ملف وهو ملف المسلمين  وضرورة تجاوز سياسة سلفه وكذا سوف   يفعل بملف العنصري والذي اتضح جليا  دوره في خسارة ترامب اذ خرج السود وهم يحتلفون بشكل هستيري

بخسارة ترامب  . بالتاكيد  سوف يقوم بادين  باعادة النظر بهذا الملفات ليس حبا بالمسلمين  ولا بالسود  ولا بدول الشرق الاوسط  ولكن لكونه قد فهم الرسائل  واثبت التجربة ان هذه الملفات الثلاث  قد تكون هي الحاسمة اذا اجتمعت معا.

صحيح ان العلاقة مع اسرائيل ومشاريع اترامب

لخدمة اسرائيل لدرجة انها كسرة وتجاوزت  الخطوط الحمر  ولكنها لم تشفع للرئيس السابق

اذا اجتمعت الملفات الثلاثة سالفة الذكر،  فيما اضاف ملف كورونا  ملفا رابعا قد كسر ظهر ترامب وحزبه.   لذلك سوف نرى تغيرا تكتيكيا في سياسية بايدن في الملف العنصري ( التعامل مع السود  والمسلمين ) وكذلك في ملف الشرق الاوسط  وهذا لا يعني تغيرا جوهريا  في السياسة الامريكيه ولكنه تغير تكتيكي لضمان  الاربع سنوات الاحقة اذا يعتبر  الحزب الذي يخرج من الحكم بعد اربع سنوات الاولى فشلا يجب تداركة

في الجولات القادمة .

على  الدول العربية والعراق وايران بشكل خاص  استثمار هذا التغير التكتيكي لالتقاط الانفاس وتوجية الصراع بما يخدم مصالحها بعد ان شغلها  بشكل مدمر في السنوات الاربع السابقة  ويعتبر فوز بايدن وان كان بايدن اكثر صهيونية من ترامب  ولكن مجرد التغير في الادارة  يكفي  لتقليل   خطورة استمرار سياسة اترامب التدميرية لو استمرت لمدة اربع سنوات اخرى خصوصا وان فوزه سيكون مبررا  لاثبات نجاح سياسته  وهذا ما كفنا الله شره .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك