ضحى الخالدي||
منذ يومين و الأرقام متوقفة عند ٢٦٤ مقابل ٢١٤
رغم سرعة الوصول الى هذين الرقمين خلال أول يومين من إجراء الإنتخابات الأميركية. ثم فجأة إرتفع الرقم إلى ٢٨٤ ثم ٢٩٠ خلال ساعات، و هذا أمر يستوقفنا للسؤال كيف؟ و لماذا؟
حسب وكالات الأنباء فإن قرابة ٧٠٪ من اليهود في الولايات المتحدة صوَّتوا لصالح الديمقراطيين.
فهل سيصوّت ممثلوهم في المجمع الإنتخابي لصالح ترامب أم بايدن؟
هل سيكون اليهود الليبراليون ليبراليين فعلاً؟ أم يهوداً؟
لا يمكن لليهودي إلا أن يكون يهودياً، و لو كان يسارياً. و سيدافع عن بقاء إسرائيل بطريقته الخاصة و بوجهة نظره الخاصة.
يبدو اليسار الإسرائيلي أشد تمسكاً بالنبوءات و خوفاً على كيان إسرائيل من الزوال على يد نتنياهو و ترامب و سياساتهما الفجّة؛ في حين يحاول اليمين الإستفادة من الوقت النافد لتطبيق النبوءات كما يشتهي؛ حتى اقتربت لحظة الحقيقة بإعلان نتائج الإنتخابات الأميركية فإذا باليمين الإسرائيلي يخفي رأسه هرباً و تنصلاً من أي تصريح لدعم ترامب؛ الرئيس الذي قدّم ما تتمناه إسرائيل الكبرى على طبق من ذهب، و هذه طبيعة بني إسرائيل في كل زمان و مكان.
و هنا لا أريد الخوض في كون الإسرائيليين الآن هم بنو يعقوب جميعاً أم لا؛ إنما هي الطبيعة المتوارثة التي سادت جالياتهم حول العالم بفعل العقائد التلمودية التي تحولت الى أخلاق و تعاليم متوارثة.
عند تصديق المجمع الإنتخابي على الرئيس الأميركي المقبل منتصف شهر كانون الأول ديسمبر سنعرف إذا كانت أغلبية المجمع ستصوّت لأيٍّ من المرشّحين، و ما طبيعة هذه الأغلبية؟ أهي أغلبية خجولة؟ أم أغلبية كاسحة؟
و هل إن الليبراليين اليهود يدعمون فعلاً رئيساً أميركياً يدير ظهره لطموحات إسرائيل في هذه المرحلة الحساسة؟ أو يعقد إتفاقاً نووياً جديداً مع إيران؟ خصوصاً مع التهديدات الأخيرة لوزير المستوطنات الصهيوني اليميني تساحي هينگبي بشن حرب ضد إيران حال عقد اتفاق نووي جديد؟ أم هي مساومات التصويت لصالح هذا أو ذاك من المرشحين؟
للتذكير: كل حروب الكيان الصهيوني ضد العرب كانت تحت قيادة اليسار الإسرائيلي المتمثل وقتها بحزب العمل (نكبة ١٩٤٨ ديڤيد بن گوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي، العدوان الثلاثي ١٩٥٦ بن گوريون، نكسة ١٩٦٧ ليڤي أشكول، حرب تشرين١٩٧٣ گولدا مائير) و التي هُزِم فيها العرب جميعاً و إِنْ حاولوا تأطير الهزيمة بأوهام الإنتصار، إلا عدوان تموز ٢٠٠٦ على لبنان فقد كان بقيادة حزب كاديما المنشق عن الليكود اليميني زمن رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت.
و ما دمنا تحدثنا عن حرب ١٩٧٣ فعلينا أن لا نتمسك بأسطورة عبور القناة، فهذا العبور قابله فتح ثغرة الدفرسوار من قبل القوات الإسرائيلية بقيادة آرييل شارون، و عبور معاكس بإتجاه الضفة الغربية لقناة السويس و قطع طريق الإسماعيلية- القاهرة، و محاصرة الجيش الثالث المصري جنوب سيناء و جاء وقف إطلاق النار الأممي لينقذ اسرائيل من أي هزيمة و يحول هزيمتها الى انتصار،فيما ظل العرب يتبجحون بالنصر الموهوم حيث كانت أقصى طموحات السادات -حسب محمد حسنين هيكل-أن يدخل بور سعيد مكللاً بالغار في سيارة مكشوفة وسط هتاف الجماهير في وقت كادت أن تسقط القاهرة، و كادت أن تسقط دمشق لولا إستبسال العراقيين.
و حقق الصهاينة انتصارهم بالتطبيع مع مصر و بأخذ ما أرادوه سلماً لا حرباً.
يدرك الصهاينة اليوم أن حربهم الأخيرة ليست مع العرب فحسب، إنما مع عدو لا يُؤْمِن بالجنسية و القومية؛ فقادة العرب قد خلعوا ورقة التوت.
فهل يختلف موقف يهود الشتات DIASPORA عن ساسة الكيان الصهيوني؟
أم يناضل كل منهم على حِدة و بطريقته الخاصة، من أجل البقاء لأطول مدة ممكنة؟
"و لتجدنّهم أحرص الناس على حياةٍ و من الذين أشركوا"
ــــــــ
https://telegram.me/buratha