المقالات

كثرة الأحزاب في الساحة السياسية العراقية، سبب ام نتيجة؟!

1287 2020-11-05

 

سرى العبيدي ||

 

تشير الأرقام التي أعلنتها مفوضية الأنتخابات عن ان قرابة 230 حزبا سياسيا هي المسجلة لديها حاليا، والرقم قابل للزيادة بشكل دراماتيكي مع إقتراب موعد الأنتخابات المبركة في أواسط العام القادم.. كثير من الأحزاب المسجلة هي نتاج إنشطارات أحزاب وقوى سياسية قائمة، وأخرى نتيجة ولادات ما بعد تشرين 2019.

كانت الانقسامات والانشقاقات - من أهم ملامح الأحزاب السياسية بالبلاد التقليدية منها والحديثة. وترجع أسباب ظاهرة الانقسامات المتجذرة لغياب الممارسة الديموقراطية داخل هذه الأحزاب، وتضخم الطبقة السياسية التي تزايد اعتمادها على جهاز الدولة مبكرا، وليس على نشاطها المهني المستقل.

ظاهرة تنامي أعداد الاحزاب السياسية في العراق، بأنها تندرج ضمن محاولة خارجية لتفكيك الجبهة الداخلية لتحقيق هدفين خطيرين هما جعل البلاد في دوامة من عدم الاستقرار، وخلق تضارب في القناعات والمصالح.

هكذا فإن كثرة الأحزاب السياسية  يجعلها تتحول بسهولة الى أحزاب مقاولات سياسية تقتسم الريع السياسي بمشاركتها في لعبة سياسية غير ديمقراطية وكآلية لتوزيع الكسب السياسي دون رهانات سياسية، أن ما يعيشه المشهد السياسي والحزبي يؤشر على عبثية المشهد السياسي العراقي وفقدان الثقة في المؤسسات التمثيلية بل وبجميع مؤسسات الدولة، ويدفع المواطن الى العزوف عن العمل السياسي والحزبي، لأن واقع الممارسات السياسوية تفقد العمل السياسي والحزبي مصداقيته، نظرا الى الممارسة السياسية الهجينة التي تفتقد فيها الأحزاب السياسية إلى أي مرجعية أو برامج حزبية".

أن هذا الأمر يؤدي إلى فقدان الثقة لدى المواطن في جدوى العملية السياسية وجدوى المؤسسات التمثيلية، كون ذلك يمس شرعية الدولة والمؤسسات الدستورية معا؛ وهو ما يعني أن هناك معوقات وأعطابا بنيوية يعرفها مشهدنا السياسي تحول دون ممارسة سياسية سليمة.

ظاهرة "الأحزاب الديليفيري"، التي تكون في بعض الأحيان بلا مقرات أو عضوية فعلية أو مؤسسات أو حزبية. وفي بعض الحالات يكون الحزب هو فرد واحد، وهو المؤسس! إذ يمكن الالتفاف على الشروط الشكلية للتأسيس، للحصول على رخصة تأسيس حزب سياسي، ومن ثم ينخرط هذا "الزعيم" في سوق السياسة المربح في البلاد!!

لكن وفي نهاية المطاف، تبقى التعددية الحزبية ضمانة مهمة لترسيخ العملية الديموقراطية في أي بلد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك