السيد محمد الطالقاني||
ان الامام الصادق عليه السلام, هو أعظم شخصية في عصره, وأعلم الامة وأفضلها على الاطلاق, وهو اولى الناس بحفظ الدين الاسلامي الصحيح, وقد اعطى من خلال منهجه الذي سار عليه دروساً للامة في الاصلاح, والقيادة, والايثار, والاستقلال , والكرامة, وعلمها كيف يكون المصلح الذي تقتدي به الامة, وكيف يستقل بمؤهلاته النفسية, ويفرض نفسه على المجتمع بقيمه الروحية, لا بالتزام القوة، تلك الشخصية التي لو تأملنا بها لوجدناها تفيض روعة, فهي محور حركة علم, ودين, وفقه.
وحكومتنا اليوم وهي تسير على شفا حفرة من النار, باتخاذها الطريق الغير معبد, والذي ستنزلق منه الى الهاوية, اذا لم تستعيد حساباتها , لزاما عليها ان تاخذ من تجارب الماضيين في الدروس والعبر , وامامنا الصادق عليه السلام الذي نعيش ذكرى ولادته اليوم خير من رسم لكل الاجيال خارطة الطريق الاخلاقية, والسياسية, والتجارية, والعلمية, والاقتصادية.
لقد امتاز العصر الذي عاشه الامام الصادق عليه السلام, بظهور التيارات الفكرية الجارفة, والهزات الالحادية القوية, فكان للإمام الصادق عليه السلام الدور الاكبر في مقارعة تلك التيارات, حيث اعتمد أسلوب تقويم الدولة وتصحيح مسارها, ومهمّة تصحيح الأفكار من خلال السجالات والمناقشات والمناظرات بينه وبين المذاهب والافكار الاخرى, وسعى لتحقيق مهمتين أساسيتين هما: المهمة الفكرية, والمهمة السياسية, لانهما كانتا تشكلان خطراً كبيراً على نظام الحكم.
كما حارب الامام الصادق عليه السلام الفتن الطائفية من خلال بناء علاقات طيبة مع أئمة المذاهب قائمة على المحبة والمودة والإحترام المتبادل.
كذلك اعطى لنا الامام الصادق عليه السلام درسا مهما , في كيفية التعامل مع حكام الاستكبار العالمي وحواضنهم, وكيفية مواجهتهم، واعتبر اي تواصل مع هذه الأنظمة المستبدة هو اشتراكاً معهم في الظلم والاستبداد والدكتاتورية.
واليوم.... ونحن نعيش ذكرى ميلاد الامام الصادق عليه السلام , هذه الشخصية الاصلاحية التي رسمت لنا خارطة العمل السياسي, والاجتماعي, يجب على الامة وحكامها ان تاخذ منها العبر والدروس, لا على سبيل القراءة, بل على سبيل التطبيق, خصوصا ونحن اليوم على ابواب انتخابات برلمانية في اعقد ظرف يمر به بلدنا اليوم, حيث يعيش الصراعات الاقليمية, والصراعات الداخلية, والتنافس الكبير لاستلام السلطة, عندها ستقف الامة بين الجنة والنار, وبين الذلة والسلة, ستقف اما رافعة راسها وهي تختار الاصلح , والاكفا, والانزه في الانتخابات القادمة , او خافضة راسها عندما تعطي صوتها مرة اخرى لمن استعبدها وسرق ارادتها, ولم يصن كرامتها.
وعلى كل حال... لاسبيل للتخلص من هذه الازمة, الا في نزع حب الذات وحب الأنا, والرجوع إلى دستور الإمام الصادق عليه السلام الذي يعتبر النبراس, والدليل والضوء المشع لاستعادة الامة الاسلامية هويتها الحقيقية, واعادة ترميم شخصيتها من جديد استعدادا لدولة العدل الالهي .
https://telegram.me/buratha