أحمد حسن العراقي||
ما ترتب من متغيرات بعد فتنة تشرين السوداء أقل ما توصف بأنها كارثية .. فقد تم وضع العراق على مائدة دول (محور التطبيع) لتمارس تمزيقه بسكاكينها .. وتلتهم ثرواته الإستراتيجية وتكبل اقتصاده بإتفاقيات تستنزف موارده لعقود من الزمن .. برعاية أمريكية
• مصر : التي يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة كانت تعتمد على المساعدات والمعونات الأمريكية كثمن لإتفاقية ( كام ديڤيد ) التي ابرمتها مصر مع اسرائيل.. و لكن ترامب قلص حجم المساعدات وأمر السعودية بدفعها بدلاً عنه .. لكن السعودية توسلت بترامب أن يعفيها من مواصلة تقديم المعونات لمصر لأنها تثقل كاهلها خصوصا وان السعودية دفعت لترامب مئات المليارات من الدولارات .. ولم تعد قادرة على دفع المليارات الى مصر
ومن هنا قام ترامب بتحويل دفع فاتورة المعونات الى مصر من خزينة العراق ليربطه بإتفاقية اقتصادية يتكفل العراق بموجبها بتشغيل ملايين الأيدي المصرية العاملة في العراق .. لإنعاش الإقتصاد المصري المتهالك ..وتعزيز عرش السيسي في مصر كحليف يتولى مهمة حماية الحدود مع اسرائيل من اي تدخل او اختراق من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية ..
• الأردن : وهي الأخرى بلد فقير يعتاش على المعونات الأمريكية كثمن لتوقيعه إتفاقية ( وادي عربه ) التي بموجبها تحول الأردن الى سياج امني لحماية اسرائيل وقاعدة عسكرية امريكية .. يراد من العراق تولي مسؤولية دعمه مالياً وإنعاش إقتصاده فمع تزويد العراق للأردن بمئات الألاف من براميل البترول يوميا بأسعار شبه مجانية ..يراد للعراق ان يتولى إنعاش الإقتصاد الأردني من خلال مد انابيب نفط الى ميناء العقبة تكون للأردن حصة ونسبة من كل برميل يتم تصديره !!
• السعودية : وهي رأس الأفعى في هذا المخطط .. فهي التي تسعى لتدمير مشروع طريق الحرير .. الذي له اتجاهان الاول ينطلق من ميناء الفاو بإتجاه تركيا وصولا الى البحر المتوسط .. والثاني من ميناء الفاو بإتجاه سوريا وصولا الى ميناء طرطوس الى البحر المتوسط ..
وبما ان مسعود برزاني وضع يده على الإتجاه الأول بعد سيطرته على سنجار فلم يعد هناك منفذ الى تركيا الا من خلال سلطة بار زاني .. واما الثاني وهو الذي يمر عن طريق سوريا فقد استولت امريكا على جزء منه داخل الاراضي السورية وأسست قواعد عسكرية لها ..
ولذلك فالسعودية تريد مسك ما تبقى من الأراضي التي تربطنا بسوريا من خلال إكذوبة استثمار الاراضي الصحراوية في الانبار والمثنى والنجف وكربلاء ..
وهي بذلك قد اقفلت كل منافذ طريق الحرير بالكامل ليكون بيد بار زاني وامريكا ومحمد بن سلمان ..كما ان السعودية سيكون لها موطأ قدم فعلي وعملي في ثلاث محافظات شيعية هي كربلاء المقدسة والنجف الاشرف والمثنى ..مضافا الى انها ستقطع طريق طهران الى بيروت مرورا بدمشق .. !!
وبالتالي : فإن العراق في حال تم تنفيذ هذا المخطط فإن الإتفاقية الصينية ستكون قد ماتت لأن عمودها الفقري هو طريق الحرير ..وسيتم استنزاف ثروات واقتصاد العراق لأجيال من اجل محور التطبيع .. وسيتم تقطيع اوصال محور المقاومة هذه هي جملة من الأهداف التي لم تتحقق لولا فتنة تشرين السوداء و وصول الكاظمي ومستشاريه الى السلطة ..
___________________
https://telegram.me/buratha