المقالات

عمن يريدون إعادة الوطن الى خانة اليك..!


 

عمار محمد طيب العراقي ||

 

الحديث عن ضرورة أن يكون الوطن واحدا موحدا، بات أكثر من أحاديث نسائنا الممل بعضهن مع بعض، عن ماذا طبخت إحداهن اليوم!..

كلنا نتحدث عن عصمة الوطن، وعن الحاجة الى مواطنة حقيقية، وليست روحا وطنية شكلية، لكننا جميعا أما نجهل أو نتجاهل الفرق الكبير بالمعنى، بين المواطنة والوطنية، إذا غالبا ما يلتبس المعنيين علينا، ونتصور أن المواطنة هي الوطنية والعكس صحيح..

الحقيقة ولغرض فك الإلتباس، يتعين أن نعي أن الوطن إستحقاق غير قابل للنقض، فيما الوطنية تعبير عن المواطنة، له مسالك عدة وإجتهادات متنوعة، غير أن كليهما يرتبطان بالوطن، هذا الكائن العجيب!

الوطن يفترض أن يكون بيتا متينا مكينا، صالح للإستخدام الدائم، وليس مادة تفنى بالتقادم ، أو أنه قابل للإلغاء، كما أنه بيت ليس من بيوت العنكبوت، وليس خيمة يمكن أن تطوى ونرحل بها، كما يفعل (العربان).

الوطن أرض وسماء وناس، وهو غير خاضع للتفسير الكيفي، ولا تشير أوراق تملكه في دوائر تسجيل العقار (الطابو)، إلى أنه ملكا لفرد أو عشيرة أو حزب أو طائفة، بل هو ملكنا جميعا، ونحن أبناؤه، والذي يريد أن يقول لك ان هذا ليس وطنك، او يرميك بالإرتباط بالأجنبي كي يشعرك بالغربة، فانه معتنق لمنطق مأفون تافه مثله، وحقير مثل أصله، وهو عدو حقيقي لك وللوطن، وهو مستحوذ ومترافع سيء يقدم مرافعاته الكاذبة تلك في محفل مزور!

في ظل غياب رؤية وفهم ؛ للمعاني الآنفة للوطن والمواطنة والوطنية، تضحي هذه المفردات في مهب الريح العاصفة التي نحن فيها، وإذا لم نتدارك أمرنا؛ يصبح الوطن قابل للتجزء إلى كيانات مفتتة، وستمسي المواطنة منازل ودرجات، وستصير الوطنية لعبة مصالح.

ثمة من يتشبث بمنطق الماضي، ويرميك بتعال فج، بتهمة الإرتباط بالأجنبي متناسيا عن عمد، أنه مرتبط بأجنبي لا يعتقده أجنبي!

مثل هذا الرخيص، ما زال يستعمل منطق الأسياد، وحين يجدك في مواقع الاستحقاق يتصرف على أنه معارض، ليس معارضا لمنهجك في العمل والإدارة والتشريع، فهذه مفردات لا تعنيه، ولكنه معارض لوجودك، ومع أنه معارض؛ إلا أنك لا تستطيع أن تحدد له وجهة..

حديثي عن إنتعاش النفس الطائفي، خصوصا بعد مجزرتي الفرحاتية والمقدادية..اللتان اريد منهما ان يفجرا الوضع الأمني مجددا، وأن يعيدا العراق الى خانة اليك، وهي محاولة سيقف العراقيين إزائها، وقفة تشبه وقفتهم يوم لبوا نداء الجهاد الكفائي في 14/6/2014..!

الجيش اليوم أقوى بكثير، وباقي القوات الأمنية تمسك بزمام الأمور بقوة، وفوق هذا وذاك..لدينا حشدنا الشعبي المتدرع بدرع خمبابا الذي ألبسه إياه كلكامش، وهيهات لهم أن ينالوا من هذا الكائن الأسطوري الذي لو بحثنا في التوراة والأنجيل لوجدناه مذكورا، كما ورد ذكره في قرآن الله الكريم.. نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى

ينطبق فيهم قول رسول الحزن العاشورائي الشاعر السيد جعفر الحلي..

"هـم فـتية خـطبوا العلى بسيوفهم      ولـها  الـنفوسُ الـغالياتُ مـهورُ

فـرحوا وقـد نُـعيت نـفوسهمُ لهم      فـكـأنهم نـاعي الـنفوسِ بَـشيرُ

واسـتنشقوا  الـنَقعَ الـمُثار كـأنه      نِـدُّ  الـمجامر فـاحَ مـنه عَـبيرُ

واسـتيقنوا  بـالموتِ نـيلَ مَرامهم      فـالكلُ  مـنهم ضـاحكٌ مـسرورُ

عـافـوا  بــآل امـيـة فـكأنهم             سـرب الـبغا فـيعفن فـيه صقورُ

حـتى  إذا شـاء الـمُهيمن قـربهم      بـجواره  وجرى القضى المصطورُ

ركـبوا بـأرجلهم إلـى شَركِ الردا      وسـعـوا  وكـلٌ سـعيه مـشكورُ

فـزهت  بـهم تـلكَ العِراسَ كأنما      فـيـها ركـبـن أهِـلَـة وبـدورُ

ــــــــــــــ

شكرا

31/10/2020

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك