المقالات

فاجعة كعب بين الأمن والسياسة

1264 2020-10-31

 

حافظ آل بشارة ||

 

الفاجعة التي اصابت عشيرة كعب في المقدادية اثبتت ان داعش اصبح قادرا على اجتياح مركز مدينة المقدادية متى شاء ، وسبق لهذه العصابات ان هاجمت قرى عديدة في المنطقة ، وادت جرائمها الى هجر الاهالي لديارهم فاصبحوا نازحين في مناطق عديدة من محافظة ديالى ، كانت قرى شمال المقدادية ببساتينها الكثيفة تمثل سلة فواكه العراق منذ مئات السنين .

لكن منذ سنة 2006 وحتى الآن بدأت تلك المناطق تفقد مئات الدونمات من بساتين الرمان والعنب والفواكه اللوزية والتمور ، حتى تحولت من بساتين مخدومة الى ازوار مهجورة توفر لعصابات داعش مخابئ مثالية ينطلقون منها لتنفيذ جرائمهم ، في اطراف المقدادية وبعقوبة والبلدات الممتدة على شاطئ ديالى .

 منذ ذلك الوقت لم تنفذ القوات الأمنية اي عملية حقيقية ومؤثرة على مخابئ داعش هناك ، والمبررات متعددة فمن القادة من يقول ان المنطقة منطقة احراش ذات غطاء نباتي معقد ، ولا يمكن تطهيرها بسهولة الا باحراق جميع بساتين المنطقة والتسبب بكارثة اقتصادية ، ومنهم من يقول ان استخدام الطيران في هذه المناطق لا يحسم الموقف ، فيما تقول تقارير استخبارية ان بعض من بقي من الاهالي ولم ينزح تحول الى حاضنة لهم وخلايا نائمة ، ويقال ان كثيرا منهم يتعرض الى تهديدات داعشية في حال عدم تعاونه معهم .

 فاجعة كعب ليست الاولى ولا الاخيرة في بساتين شمال المقدادية ، الحل الامثل ان يتم تقسيم المنطقة الى قطاعات يتم تطويقها بخنادق وقوات مرابطة ثم تأتي قوات ثانية مدربة على حرب الاحراش وتجتاح المناطق وتدخل في اعماقها لتطهيرها ، باستخدام كثافة هجومية بشرية ، ووسائل مساعدة للتسلل والانسحاب.

بينما يمكن تطويق بعض المساحات لحرمانها من التموين اياما عديدة ثم تمشيطها بالطيران ثم اقتحامها بقوات حرب الاحراش ، ولكن في كل الاحوال لا يمكن التعويل على هذا الاسلوب او ذاك الا بعد حسم موضوع امساك الارض ، وتوسيع المناطق المحررة الى ماوراء نهري مهروت ثم ديالى ليكون للعائق المائي الكبير دور حقيقي في منع عودة الارهابيين الى تلك المناطق .

هناك اهداف سياسية خبيثة وراء اعاقة تحرير مناطق شمال المقدادية ، فهي منطلق مناسب باتجاه شرق ديالى لايصال عصابات داعش الى المنصورية والسعدية وجلولاء وخانقين وانحدارا الى نفط خانة ومندلي وقزانية ، وجعلها على تماس مع الحدود الايرانية ، وهذا التماس البري مع ايران يعني الشيء الكثير لحواضن داعش الاقليميين والدوليين ، لذا فهذه الحواضن تستعين ببعض الساسة الطائفيين في ديالى لابقاء الوضع كما هو الآن في شمال المقدادية وما جاورها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك