المقالات

في المقدادية لا مكان للفرح..!

1365 2020-10-30

 

سرى العبيدي||

 

قبل أيام مازحتني صديقة أجنبية عزيزة مزاحا مبهجا لكنها أنتبهت الى أني لم أضحك لمزاحها إلا قليلا..

عندها قال لي لمَ أنتِ هكذا؟ لمَ أنتِ قليلة الفرح كثير الحزن؟..

قلت لها وأنا أحاول أن أرسم بسمة بمط شفتي لكني لم أفلح كما في كل مرة:  في ملحمة النزاع الأبدي بين الفرح والحزن، ليس هناك إلا نتيجة واحدة هي غلبة الحزن على الفرح، ألى حد يقترب من إمحاء الفرح من قيد الوجود...

لأي شيء نفرح با صديقتي؟ وحزننا سرمدي بوجودنا الفاني الزائل، وبجسدنا الذي تنهشهه الهموم يوما بعد يوم، أم نفرح بالعمى الذي نحن في فيه عن غينا الذي فيه نحن سادرون..؟

أنفرح وقد فقدنا الأحبة واحدا بعد واحد، إلى أن تزاحمت علينا الأعداد وصادمت الأرقام بعضها ببعض، حتى حفضنا الآية الكريمة من سورة الرحمن" كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فانٍ . وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ" دون سواها... أو " أنتم السابقون ونحن اللاحقون" التي نواسي بها أنفسنا مبررين فيها عجزنا الأزلي عن القدرة على البقاء أحياء في هذه الدنيا على الرغم من دابنا على توفير اسباب الراحة والصحة  لنا ولأحبتنا الذين سبقونا..

مرة أخرى لأي شيء نفرح ونحن ننتمي الى أمة هي الوحيدة بين أمم الأرض التي قتلت أبن بنت نبيها بدم بارد مع سبق الأصرار والتصميم..ألا يؤرقني هكذا أنتماء..ألا يسلب مني طمأنينتي، والقتيل يقتل كل يوم ألف مرة ويعاد علينا مشهد كربلاء كل حين مع أختلاف بسيط بالتفاصيل والأدوات؟..

الحسين عليه السلام كان قد تناوشته السيوف والرماح والنبال ثم داسته سنابك الخيل..واليوم من يحب الحسين يقتل بطريقة أبرد دما من تلك التي قتل بها المحبوب..

أتريديني أن أفرح وشمر مازال حيا يمارس هواية القتل الممنهج؟ ..

أوَ تريدني أفرح وفي المقدادية يذبح بدم بارد رجال ثمانية من أسرة واحدة من قبيلة كعب العربية الأصيلة، لا لشيء إلا لأتهم ينتمون الى الحسين عليه السلام..؟!

أتريديني أن أفرح وفي ذاكرتي قوائم لا تنتهي من الشهداء أنتمي لهم وأنتمينا جميعا الى طريق الحسين، لكنهم جميعا قتلهم شمر أو أشمار هذا العصر كما قتل قبلهم كل من أحب حسينا؟...

ـــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك