عدنان جواد||
ان رسم الكاريكاتير من الناحية الفنية، هو عبارة عن مجال للسخرية والاستهزاء، للشخص الذي يتم رسمه وابراز نقائصه وعيوبه بشكل غير حقيقي، وربما نقد لخلفيات سياسية واقتصادية واجتماعية، لكن يفترض بالرسام انه رأى الشخص وعايشه في الزمان والمكان، حتى يصبح عمل فني والا فهو مجرد اوهام وتصورات مغلوطة ، فالنبي صاحب خلق عظيم وجمال يفوق الوصف، ولكنهم اعتمدوا على فكر مشوه عند الرسام الذي استمده من اصحاب الاحاديث المزورة كالوهابية وغيرهم.
لا يختلف اثنان ان الدين الاسلامي والرسالة المحمدية، قد رسخت مفاهيم العدل والمساواة، والرحمة والمودة بين البشر، وقد طبقت تعاليم الخالق بجميع ضوابطها وتعليماتها، لذلك كان حكم الرسول( صلى الله عليه واله وسلم) رباني يساوي بين البشر فلا يوجد سيد وعبد ما لبلال من حقوق تساوي ما لأبو سفيان، وحكم الامام علي عليه السلام بنفس المنهج ، وهذا طبق بعد 1400 سنة بعضه في الدول المتقدمة ومنها فرنسا والولايات المتحدة الامريكية، بعد حروب طاحنة وصراعات مذهبية وعنصرية دامت عقودا من الزمن، لكنهم في نهاية المطاف توصلوا الى قناعة بان منطق القوة وسيادة القوي على الضعيف لن يستمر طويلا، ولابد من انشاء نظام يقوم على القانون يحترمه الجميع الحاكم والمحكوم، وان الحاكم خادم وليس سيدا ظالما قاهرا قاسيا وهذا منهج الاسلام والرسول لكن أغلب حكام المسلمين تركوا هذا المنهج فاتبعوا منهج القوة والتحايل والظلم والعدوان، لذلك هاجر الكثير من المسلمين لتلك الدول ، لكن هذا الحكم والعدالة الاجتماعية لا تروق للبعض من اصحاب المصالح الدنيوية، الذين راوا ان تعاليم هذا الدين تعرض مصالحهم للخطر، لذلك شوهوا وغيروا التعاليم لكي تتطابق مع رغباتهم، وان عصر الجاهلية والبربرية والهمجية قبل البعثة النبوية، تعود اليوم ، نحن نعلم ان العالم الغربي وعلى راسه الصهيونية احست بخطر انتشار الاسلام في الدول الاوربية، فعملت على انشاء تنظيمات ارهابية مثل القاعدة وداعش تمارس القتل والذبح باسم الاسلام، بالتعاون مع انظمة دول عربية واسلامية، هي بالاصل كانت مستعمرات لتلك الدول ، وبعد الاستقلال وضعت حكومات تطبق التعليمات بحذافيرها حتى تبقى في الحكم، ومن يعجز او يراوغ او ينقلب يقتل ويستبدل باخر، فلا تغرنكم الاعلام والنشيد الوطني وشعارات الوطنية والحدود هذه كلها خدع تلفزيونية للشعوب ، وقد قالها معمر القذافي مرة في الجامعة العربية، نحن مجرد مرتزقة وعملاء، وما هذه البيانات والشجب ما هي الا طلاء يخفي خلفه اتفاقات وصفقات، فمن يضحي بحقوق شعوب ويجعلها تعيش الحروب والحرمان وفقدان الاستقرار ، وهو الذي جعل الناس تهرب من اوطانها عبر البحار والمحيطات لتجد الامان وضمان الحقوق.
ان فكر التكفير الذي قتل المسلم قبل غيره ، والذي خرب البلدان الاسلامية وخلق الفتنة بين مذاهبها، وهو من خلق الفوضى وحرق المصانع وبدد الثروات ، وهو ينشر صور ذبحه عبر مواقع تدار من الغرب يسمح فيها لبث تلك المقاطع بدون اي اعتراض، ومجرد احد ينتقد الصهيونية وعمالة بعض الدول العربية يتم حضر صفحته!، وقد اثبتت الوقائع انه من صنع الدوائر الاستخباراتية الغربية والاسرائيلية، وراينا كيف يتم تجهيزهم بالسلاح وعلاجهم عبر الحدود السورية الفلسطينية في الجولان ، وملفات ويكي ليكس ، واخيرا ملفات هيلاري كلنتون تعترف بانشاء التنظيمات الارهابية وبدعم بالمال والرجال من بعض الدول العربية، وتلك الدول التي تدعي حرية التعبير تسيء لامة تعدادها اكثر من مليار وتسعمئة مليون مسلم ، وهي تنشر العنصرية والكراهية لكنها قوية يخضع لها القرار الدولي لا احد يعترض ، بينما تفرض عقوبات دولية اقتصادية ومنع من السفر لدول مستقلة في قرارها لأنها تدعم الشعوب المستضعفة ووقفت بوجه مخططاتها وافشلتها بإضعاف الاسلام وتجريده من جوهرة الاصيل وجعل الاسلام مجرد ذبح وقتل وسفك دماء،
ان الهدف من هذه الرسومات الدنماركية والفرنسية وتأييد الساسة لها، هو استفزاز مشاعر المسلمين وشغلهم عن قضايا اخرى يحاك لها، وتضييق الخناق على المسلمين في الدول الغربية بحجة صفة الارهاب، وكان من المفترض مواجهة الاساءة بالحوار والاقناع بدل استخدام السلاح كما هو منهج اهل البيت عليهم السلام، فالغاية هي الاستفزاز، والرسول رحمة للعالمين( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين) ، ( وانك لعلى خلق عظيم)، والمنطق العلمي والعقلي السليم، يفرض ان لا نعمم الفعل السيء على الامة ، فلو كان هذا الرسام يمثل نفسه والمجلة التي يعمل بها لأصبح الامر محدود ومستساغ بحجة حرية التعبير، ولكن عندما يؤيد هذا العمل رىيس الدولة، فيصبح عداء دول، وفي المقابل ينعتون امة كاملة بالإرهاب لخروج شرذمة تدعي انها تنتمي للإسلام، وهم في الحقيقة مطية لتنفيذ مخططات نفس الجهة فالمصدر واحد للصهيونية والوهابية، وسياتي اليوم الذي يظهر فيه ان صاحب المجلة وداعميه الصهيونية العالمية وامريكا وهي نفسها من اوجدت التنظيمات الارهابية في امة الاسلام.