السيد محمد الطالقاني ||
التاسع من ربيع الأول هو يوم تتويج الإمام المهدي عليه السلام وذلك سنة ٢٦٠ هـ، حيث تسلّم الإمام المهدي عليه السلام مهام الإمامة وذلك بعد شهادة والده الإمام الحسن العسكري عليه السلام.
لقد اعد الله تعالى هذه الشخصية لتكون قائدة دولة العدل الالهي التي تنفرد في تطبيق الرسالة الاسلامية بشكلها الكامل والتي اراد لها الله تعالى لنا.
وعلى هذا الاساس فان الله تعالى منح شخصية الامام المهدي عليه السلام كل مميزات القوة التي يستطيع بها ان يحقق هذه الدولة .
لذا سعى الاستكبار العالمي وحواضنه من دول المنطقة الذين باعوا دينهم بدنياهم الى بذل كل مافي وسعهم للوقوف امام دولة العدل اللهي, فاغرقت البلدان الاسلامية بالحروب المدمرة , وحاولوا تمزيق الامة طائفيا , وبث الافكار المسمومة بين اوساطها من خلال التكنلوجيا الثقافية التي يمتلكها الاستعمار, كما وصب حقده على العراق الذي ستقام على ارضه دولة العدل الالهي.
فاعلنوها صراحة امام الملا عندما صرحت دولة الكفر الوهابية بانهم واليهود امام خطر وجودي مشترك اسمه "المهدي"، وان حربهم واليهود مع مهدي الشيعة هي حرب وجود ويجب توحيد الصفوف للتصدي لهذا الخطر الوجودي.
وحين دخل الأمريكان للعراق بدا جنودهم يبحثون عن الامام المهدي عليه السلام ,عندما سمعوا العراقيين يدعونه مباشرة للخروج لنصرتهم بقولهم اللهم عجل فرجه ، وتصور الأمريكان أن المهدي شخصية خطرة جدا ومختبئة في العراق، فقاموا باعتقال الكثير من العراقيين وأجروا تحقيقات ولقاءات مطولة ومسجلة مع المعتقلين لكشف مكان المهدي، ومعرفة من هي شخصية المهدي التي يحبها كل الشيعة في العراق.
ان رجال الامام المهدي عليه السلام وقفوا وبكل صلابة ضد كل ممارسات قوى الشر والاستكبار,فنرى المرجعية الدينية قد وقفت على مدى الزمان ضد كل الحكومات الاستبدادية والقمعية .
وفي الجانب الاخر يقف رجال الحشد الشعبي الذين رسموا للتاريخ صورا لن تنساها الاجيال على مر الدهور, عندما تضرجت جثثهم بفيض صدورهم ونحورهم من اجل المبدا والعقيدة.
واليوم تتصدى السفارة الامريكية في العراق لمحاربة المرجعية الدينية والحشد الشعبي, من خلال زرع الفتنة بين صفوف ابناء شعبنا, بمساعدة الذين باعوا ضمائرهم للاستكبار الامريكي من اجل حفنة من الدولارات, والذين تروج لافكارهم المشوشة للاذهان من خلال لقاءات هزيلة على فضائيات العراق النكرة, وقسم اخر تزج بهم في ساحات التظاهر لخلق الفتن وزعزعة الامن .
لذا من الواجب علينا جميعا الارتباط بالإمام المهدي عليه السلام في عصر الغيبة الكبرى وهذا الإرتباط لا يتحقق إلا بعد معرفتنا للإمام الحجة عليه السلام ، وكلما زادت معرفة الإنسان بإمام زمانه زاد ارتباطه به, وانه الطريق الوحيد للخلاص واستعادة المستضعفين لهويتهم المفقودة وشخصيتهم الضائعة .
ـــــ
https://telegram.me/buratha